هل سيكون هناك تشاركية عمل حقيقية بين الأندية والاتحاد لتطوير مفاصل اللعبة؟

الموقف الرياضي _ مهند الحسني:

بداية يجب أن نعترف بأن السلة السورية لا يمكن أن تتطور ما دام عمل أنديتنا بهذه الطريقة العشوائية، ولن ترى النور والإشراقات مازالت على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقاتنا المحلية التي لم تشهد أي تطور منذ سنوات، غير أنه يسجل للاتحاد الحالي إقامة دوري تحت ٢٣ وهو خطوة وصفها الكثيرون بالإيجابية، لكن هذه المسابقة لم تكن كافية لأسباب عديدة منها ضعف الإمكانات المادية لدى الأندية، والتي أصرت على عدم إقامة دوري الفئات العمرية بطريقته المعتادة الطبيعية، حيث اقتصر على نظام التجمعات، وهذا من شأنه أن لا يعطي الأندية تلك الفائدة الفنية التي نريدها ونتمناها للاعبي هذه الفرق، والتي بحاجة للعب عدد كبير من المباريات حتى تكتسب الخبرة، وتكون مؤهلة للعب مع فرق الرجال في المواسم القادمة.

صورة ضبابية!
أفرزت نتائج دوري تحت ٢٣ سنة عن مواهب وخامات جيدة وموهوبة، وخاصة في أندية الشهباء لكن مصير هؤلاء اللاعبين بات ضبابياً وغير واضح في ظل سلسلة كبيرة وطويلة من التعاقدات، فبات هؤلاء اللاعبين على دكة الاحتياط من دون أن يأخذوا فرصتهم ويثبتوا جدارتهم بتمثيل النادي وكسب فرصة الاحتكاك، وكان حرياً على القائمين على اللعبة إلزام الأندية بضرورة مشاركة هؤلاء اللاعبين ضمن فرق الرجال كما كان في عهد الاتحاد السابق، وحينها حتما ستكون هناك نتائج جيدة لجميع الأندية.

تصويب عمل الأندية
يبدو أن عمل أنديتنا ليس جيداً، وإذا كان تطور كرة السلة سيبدأ من القواعد، فإن المعطيات الموجودة على مستوى المسابقات المحلية غير مطمئن أبداً، وخصوصاً طريقة التعاطي مع فرق القواعد التي أثبتت أن مستواها مازال متفاوتاً، وأكثر ما يحز في النفس أن جميع التحذيرات والتنبهات التي أشار إليها خبراء اللعبة في الفترات السابقة، حول الأخطاء التي وقعت فيها أنديتنا في تعاطيها مع فرق القواعد لديها وطريقة البناء الخاطئة، لم تلق آذاناً صاغية، وكأننا ننفخ في قربة مثقوبة، وبات جل اهتمام أنديتنا هو دعم الفريق الأول، فكان ما كان وأصبح الكابوس الذي كنا نخاف منه واقعاً، وإذا كانت محطات التقييم متدرجة، فإن أعلى مراحل عمل هذه الأندية هي قواعدها التي تعد حصيلة إستراتيجية ورؤية فنية بعيدة تصيب العمق الفني المطلوب للارتقاء باللعبة، لذلك فإننا نمنح هذه الأندية علامة الصفر، ليس بسبب سوء الاهتمام بالقواعد وسوء نتائجها،  وإنما لضعف المسابقات  الخاصة بها أيضاً، وهذا من شأنه أن لا يفرز لاعبين من مستوى جيد لفرق الرجال.

خلاصة…
لن تكون هناك كرة سلة عصرية متطورة طالما بقيت أنديتنا تسير على هذه الطريقة البدائية بعملها، لذلك يجب أن تعي هذه الأندية أن كرة السلة بات شأنها شأن عملية البناء كلما قويت الأساسات ارتفع وارتقى البناء، وعلى الاتحاد الذي يدعي بأنه يضم عدداً كبيراً من خبراتنا الوطنية يحب أن يتشارك مع أنديته في وضع برنامج عمل خاص بتطوير الفئات العمرية، والعمل على دعمها من خلال رفع مستوى المسابقات، وتأمين كل مقومات العمل الصحيح لهذه الأندية.

المزيد..
آخر الأخبار