الموقف الرياضي:
لم تتمكن سلة أهلي حلب من المحافظة على لقبها الموسم الفائت وخسرت أمام الوحدة في الدور النهائي، رغم الدعم الكبير الذي أولته الإدارة للفريق من لاعبين من مستوى عالٍ ، وتعاقدت مع أفضل المحترفين لكن لم يكن الحصاد مثمراً.
اللاعب المحلي
بات فريق الأهلي مرشحاً وبقوة لدخول سجل غينس للأرقام القياسية، ليس لانجازاته ولا لتاريخه العريق وإنما لعدد اللاعبين الأجانب المحترفين الذين لعبوا ضمن صفوفه، إضافة لعدد كبير من المدربين الأجانب الذين قادوا الفريق هذا الموسم، ورغم ذلك لم يتمكن أحد أن يعالج مشكلة فنية جلها يتعلق بعدم جاهزية اللاعبين المحليين، وخاصة في المباراة الثالثة من الدور النهائي أمام الوحدة بصالة الفيحاء حيث اعتمد الفريق على لاعبين إثنين الإيراني هما محمد جمشيدي والمصري أحمد عادل، على حين أن باقي اللاعبين المحليين لم يكونوا بمستوى جيد يؤهلهم لحمل الفريق أو مساعدة اللاعبين المحترفين، ولم نر لمسات مدربه السركيس في الشق الدفاعي رغم وجود عمالقة أمثال عبد الوهاب الحموي وبلال أطلي وجميل صدير حيث ظهر جلياً هشاشة دفاعه أمام لاعبي الوحدة الذين صالوا وجالوا بكل أريحية، وتألقوا في الريباوند الدفاعي والهجومي على حساب تواضع مستوى لاعبي الأهلي.
تراجع بالمستوى!
ليس إحباطا لسلة أهلي حلب وحدها بل لكرة السلة السورية بكافة مفاصلها، فالأهلي المدجج بكل ما بجاه أي فريق من امتلاكه من لاعبي ارتكاز إلى أجنحة تستطيع التحليق بالفريق إلى لاعبين وطنيين هم الأفضل في سورية، وإدارة لم تبخل على لاعبيها أو مدربيها بأي شيء ،وتعمل بمبدأ اطلب وتمنى.
فرغم كل هذا الدعم كبا مجدداً في مسابقة الدوري بعدما خرج في مسابقة كأس الجمهورية هذا الموسم أيضاً خالي الوفاض، إذاً ليست المشكلة بالاعبين الأجانب أو بالمدربين العالميين أو إدارة من ذات النجوم ، فالمشاكل التي تعصف بأغلبية الأندية سلة أهلي حلب هو بمنأى عنها، من صالة تدريبية حاضرة وكل شي متوفر ورغم ذلك لم يتمكن الفريق في تحقيق لقب واحد هذا الموسم، فودّع مسابقة كأس الجمهورية على يد النواعير الذي لا يجاريه عراقة ولا تاريخاً، وخسر لقب بطولة الدوري أمام فريق الوحدة بعد ثلاث خسارات كانوا الأقسى له أداء ونتيجة …
إنها إذاً مشكلة في مكان آخر ولابد من البحث عن مكان لبن العصفور لإحضاره للاعبي الأهلي ليظفروا بالألقاب.
حقيقة
إن إعادة تقييم رحلة فريق الأهلي في مسابقتي الدوري والكأس وقراءة تفاصيلهما سواء في حالات النجاح أو الفشل تعتبر محطة أساسية لاستمرار الأداء الرياضي الناجح للعبة بشكل عام، ومن هذا المنطق وبقراءة متأنية بنتائج الفريق هذا الموسم لأن النتيجة التي نخرج بها عدم صحة مسيرة كرة السلة السورية وضرورة إعادة النظر في الأخطاء الراسخة في أذهان البعض والتي رسمت في مرحلة من المراحل الخطوط العامة لاحترافنا السلوي، وإن كنا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير و التحديث الرياضي، إلا أننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة اللاوعي تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية، فإذا كانت الظروف فوق المثالية التي عاشها الفريق ولم يتمكن أن يحقق لقباً واحداً هذا الموسم، فما هو السبيل إذا لتحقيق الإنجازات، وما نخشاه أن يتطلب تحقيق لقب بطولة الدوري الزج بأربعة لاعبين أجانب في الفريق، وتجنيس اثنين آخرين والتعاقد مع مدربين أجانب عالميين.