الموقف الرياضي- مهند الحسني :
أضاف فريق الوحدة الدمشقي لقباً جديداً لسجله الناصع وحقق قبلة الوصال العاشرة له، بعدما حسم موقعته أمام أهلي حلب وتغلب عليه في اللقاء الثالث ضمن سلسلة الدور النهائي لسلة الرجال بواقع٨٧-٨٤ بعد مباراة جرت في صالة الفيحاء جاءت متوسطة المستوى الفني مع أفضلية نسبية للوحدة الذي لعب بأداء جماعي أفضل من الأهلي الذي غلب على أدائه الطابع الفردي معظم مجريات اللقاء،
البداية كانت قوية وهجومية من الوحدة الذي لعب بطريقة سريعة ووسع الفارق إلى سبع نقاط وسط ارتباك بأداء الأهلي الذي استعاد توازنه عبر تألق محترفه الإيراني جمشيدي لينتهي الربع بالتعادل ١٨-١٨.
في الثاني تكافأ الأداء بين الفريقين ونجح الوحدة في التقدم، لكن الأهلي عاد بقوة ليتعادل الفريقان ٣٧-٣٧ لكن الوحدة سجل وأنهى الربع لمصلحته ٢٤-١٩.
في الحصة الثالثة فرض الوحدة سيطرته ووسع الفارق إلى ١٣ نقطة، وسط ضياع وتشتت بأداء الأهلي باستثناء جهود الإيراني جمشيدي لكن التقدم مع نهاية الربع لمصلحة الوحدة ١٩-١٨.
في الأخير تبادل الفريقان أدوار التسجيل وتألق محترف الوحدة الأمريكي جميل ارتس ومن الأهلي أنطوني عبر ثلاثيتين،
لينتهي الربع لمصلحة الأهلي بواقع ٢٩-٢٦.
مع العلم أن الوحدة فاز في لقاءي الشهباء ضمن الدور النهائي بواقع 67/58، 78/74.
لماذا فاز الوحدة وخسر الأهلي؟
لم يكن أشد المتشائمين بأهلي حلب يتوقع هذا الظهور الضعيف في هذا الموعد المهم جداً والمصيري للمحافظة على لقب بطولة الدوري للسنة الثانية على التوالي، فمن الناحية النفسية لم يعط اللاعبون المباراة التركيز الذهني الذي يتناسب مع أهميتها، ربما لعدم تقدير قوة الخصم جيداً أو للتعامل بغرور واستسهال الفوز لكون المباراة باعتقادهم ستقام دون جمهور، وهذا ما أفقده الروح المعنوية كلما تقدم وقت المباراة، بعكس فريق الوحدة الذي تعامل مع الموقف بكل قوة وخبرة ودون خوف وبتركيز عال جداً في الشقين الدفاعي والهجومي، وهو ما جعل المشهد يتحول لمصلحته بشكل كامل.
أما من الناحية الفنية وباستثناء الربع الأول وبالشق الدفاعي كان هناك فارق كبير بين تعامل الفريقين، لم يبذل أهلي حلب الحد الأدنى لترتيب دفاعه سواء كان فردياً أو جماعياً، على حين أن الوحدة كان يقاتل حتى آخر أنفاس الهجمة ففرض على الأهلي ارتكاب أخطاء كثيرة (تورن أوفر) انعكس معظمها بهجوم مرتد للوحدة، فصعبت المهمة كثيراً على الأهلي حيث وصل الفارق إلى 14 نقطة في بعض مراحل الربع الثالث، وكان من أسباب ذلك التنويع الدفاعي للوحدة حسب مراحل المباراة ونتيجتها وحسب استبدال اللاعبين، ما صعّب على أهلي حلب اختراق هذا الدفاع القوي في ظل تعامل خجول لكشف أي ثغرات دفاعية.
أما من الناحية الهجومية فكان العقم الهجومي عنواناً رئيسياً لأهلي حلب واعتمد الحلول الفردية على الأجنبيين الإيراني محمد جمشيدي والمصري عادل أحمد ولجأ كل الوقت إلى الاعتماد على التصويبات الثلاثية البعيدة، وافتقد الفاعلية تحت سلة الوحدة وقلّت فاعلية أهلي حلب الهجومية في الربع الرابع بشكل شبه كامل.
أما من ناحية تبديل اللاعبين والاستفادة منهم فكانت تلك الورقة لمصلحة الوحدة تماماً ، حيث لعب كل لاعب دوره المرسوم تماماً بما في ذلك أمير سعود الذي أرهق دفاع الأهلي، إضافة للدور الدفاعي الذي قام به أجنبي الوحدة على مفاتيح لعب الأهلي، على حين كان دفاع الأهلي في أدنى حدوده فنياً وبدنياً، ولا ننسى الدور الدفاعي الكبير الذي قام به لاعبو الوحدة جنبلاط وإدلبي وهاني.
بينما لم يستفد الأهلي من احتياطييه، وشعرنا أن الفريق يعتمد على الأجنبيين بشكل مبالغ به، ولم يكن هناك أي أدوار تكتيكية للآخرين باستثناء أنطوني بكر الذي نجح في التسديد من خارج القوس في الربع الأخير فقط، بينما لم يستطع أي من لاعبي الأهلي التسجيل من داخل الثواني إلا ما ندر، ووضح جلياً الضعف الفني والبدني الكبير للاعبي ارتكاز الأهلي سواء هجومياً أو من الناحية الدفاعية.
هذا الوضع هو ما قلب شكل المباراة لتسير بطريقة غير متوقعة .
أمر آخر استفاد منه الوحدة وهو وجود لاعبين اثنين أجنبيين جديدين يلعبان لأول مرة مع الوحدة ولم يقابلهما أو يلعب ضدهما الأهلي مسبقاً ، ما صعّب مهمته وجعله يلعب ضد لاعبين مجهولين بالنسبة له رغم معرفته بأمير سعود سابقاً لكنه مختلف عندما يلعب مع الوحدة عن طريقته باللعب مع فرق أخرى.