الموقف الرياضي :
لكل مشروع هدف وفي كل خطوة تظهر السلبيات والإيجابيات، براءة الأطفال لا يجوز استغلالها بأي شكل من الأشكال، على العكس تماماً بناء جيل رياضي سليم يأتي بمنح الأطفال والفئات العمرية الطريقة الصحيحة لممارسة الرياضة وبينها كرة القدم، ومع اقترابنا من الانتهاء من الفصل الدراسي الأول يبدأ بعض المدربين بتجميع بعض اللاعبين من الفئات العمرية المختلفة، بغية ضمهم في مدارس كروية، ولكن النقطة الفاصلة هي عدم استمرار هذه المدارس والإيقاف بمجرد بدء الموسم الدراسي الثاني بعد العطلة الانتصافية، فلو كان الهدف رياضياً حقاً لاستمرت يومي العطلة الجمعة والسبت في الموسم الدراسي ولكن الهدف المادي لأغلب المدارس هو الطاغي في القضية بشكلٍ عام.
الغاية والربح
فهناك مدارس عديدة كانت تستمر طوال مراحل السنة وتابعت تمارينها بشكلٍ دوري، ولكن كما ذكرت إن أغلب المدارس باتت تتبع أسلوب الربح المادي بعيداً عن القيم والأخلاق الرياضية والعمل على تهيئة اللاعب بالشكل الصحيح وخاصةً في هذا العمر الصغير، وأقصد فئة الصغار والأشبال ولذلك يتوجب على المهتمين بهذه الأعمار التي تعتبر من الركائز الأساسية لخلق جيل رياضي جيد ومميز الاعتماد على التربية والأخلاق قبل صقل الموهبة، ولكن الطامة الكبرى ببعض المدربين الذين هم أنفسهم يلزمهم ثقافة وأخلاق في الرياضة بحيث يتعاملون مع اللاعبين بأسلوب غير رياضي عبر السب والشتم حتى صارت عدوى وانتقلت إلى اللاعبين في الفئات العمرية.
هم واهتمام…
وبرزت بعض الحالات في دوري الشباب، فهذه الأعمار لا يجوز لها أن تنشأ على هذا المنوال وبهذه الطريقة، لأن القاعدة السليمة للاعب سوف تثمر عن لاعب خلوق ومهذب في الملعب، ناهيك بأن أغلب المدربين لدينا يكون تركيزهم على كيفية حصد الألقاب والفوز في المباراة حتى لو كان ذلك بكسر الخصم ، وهذا الأمر لا يجوز، لذلك يترتب علينا تلقين هذه القواعد والفئات العمرية دروساً في علم الكرة والأخلاق في الرياضة قبل كل شيء واطلاعهم على كل التعديلات التي طرأت على مواد قانون كرة القدم.
إن المدارس الكروية هي خطة مهمة ولكن يجب توفر الإمكانيات المادية والمستلزمات والمدربين المختصين، والملاعب الجاهزة ومحاضرين أكاديميين بغية تدريسهم قوانين الكرة وأساليب اللعب الصحيح، وهذه كله يصب في خانة خلق جيل رياضي يجدر الاعتماد عليه مستقبلاً ليكون رديفاً لكافة الأندية .
الرعاية المطلوبة
لذلك كل الأنظار تتجه الآن للاتحاد الرياضي الذي يجب عليه مد يد العون لكل خطوة تسير في المسار الصحيح وتسعى لتطوير الواقع الرياضي، وبكل تأكيد لن تبخل تجاه أي مدرسة هدفها الرعاية والاهتمام بالفئات العمرية وليس المصلحة الشخصية والربح المادي.
ويعلم الجميع أن الكثير من الأندية تمتلك المقوم الأساسي للبناء الحقيقي واللازم لبناء حقيقي وواقعي لكرة قدم صحيحة وهو المنشأة والملعب الذي فيها، فهو الذي يجلب اللاعبين وخاصة الموهوبين وتحديداً الصغار منهم والذين يحلمون باللعب على ملاعب معشبة ( صناعي وطبيعي ) ، وهذا الأمر تحديداً يسهل على الأندية اختصار الزمن في البحث عن اللاعبين أصحاب الأعمار الصغيرة خاصة المبرزين منهم، فهم يأتون من تلقاء أنفسهم وفقط على الأندية صقلهم وإقناعهم بالبقاء بالنادي وتحبيبهم فيه وهناك طرق كثيرة وعديدة في هذا الموضوع يمكن للأندية استعمالها ومن خلالها تستطيع ضم عدد كبير وكبير جداً من اللاعبين الصغار الموهوبين، وهذا نجاح الأندية وصلب عملها الأساسي وستجني من ورائه المنافع الكبيرة.
المزيد..