هل معسكرات المنتخبات الخارجية للسياحة والاستجمام

 متابعة – أنور الجرادات:
تسارع منتخباتنا وفرق أنديتنا أحيانا للتخطيط للموسم الجديد من خلال رصد الأسماء الجديدة التي يمكن التعاقد معها وتحديد هوية الجهاز الفني إن قررت الاستغناء عن الطاقم السابق، بجانب تحديد مكان وموعد معسكر الفريق استعداداً للاستحقاقات سواء كانت محلية أم خارجية، ويبقى أمر تحديد مكان إقامة التجمعات الإعدادية مثار نقاش بين مسؤولي الفرق وأجهزتها الفنية بسبب تنوع الخيارات، إذ تتفاوت إمكانية تحقيق النتائج المرجوة من هذه المعسكرات بحسب مكان ووقت المعسكر.
جدوى فنية
المتابع لمعسكرات منتخبنا الوطني الاول لابد أن يلفته حجم البعثة المسافرة بالنسبة للكادر الاداري وحتى الفني وهذه العادة درج عليها الاتحاد المستقيل ولقي انتقادا حادا من بعض اعضاء الاتحاد الحالي الذي يسير على ذات الطريق فالبعثات متخمة وكواليسها مخفية لجهة النفقات والصرفيات والمؤسف ان جدواها الفنية خائبة فالمنتخب يتجرع الهزائم دون أي تطور فني بنكهة التجديد.
حاجة ملحة‏
بعيبدا عن معسكر المنتخب الحالي في الامارات او الذي سبقه فإن المعسكرات تحتاج إلى أن يتدرب الفريق فترتين أو ثلاث في اليوم بحسب فترة الإعداد ولا بد أن يكون المعسكر مجهزاً بشكل جيد حتى يحقق الفائدة المنتظرة منه، فالأجواء مهمة وكذلك المباريات الودية، الوديات يتدرج فيها المدربون، فأول لقاء أشبه بالمناورة باللعب مع فريق أقل من متوسط بسبب عدم جاهزية الفريق، فالتدرج مهم لأن الفريق لا يصبح جاهزاً لخوض مباراة قوية إلا في آخر أيام المعسكر.‏
هذا التأخير دون شك يؤثر على نجاح المعسكر وإعداد الفريق للموسم الجديد، خصوصاً أنهم يمثلون الثقل الأكبر، بالتحديد إن كان المدرب لا يعرف اللاعبين ولم يدربهم مسبقاً، هذا الأمر سيسبب صعوبة كبيرة، أمام بدء المعسكر من دون المدرب فإن كان المساعد مؤهلاً ويعرف الفريق جيداً فبإمكانه أن يطبق برنامج المدرب حتى التحاقه.‏
معسكر أم بطولة
بعض المدربين يفضل البطولة الودية عن المباريات، لأنه في المعسكر قد لا تحصل على ما خططت له من مباريات، وتضطر للعب مع فرق أقل مما خططت له، بعكس اللعب في البطولة لأنك تلعب مباريات تنافسية، صحيح أنها ودية في النهاية لكنها ذات طابع تنافسي.
معظم المعسكرات الخارجية يحرص فيها المدربون على أن يكون السكن بالقرب من الملعب وأن يذهب له اللاعبون على أقدامهم، حتى لا يجهد الفريق بالتنقلات خصوصاً إن كان اليوم مقسماً على فترتين، نحن بحاجة إلى مدن رياضية مماثلة للموجودة في الخارج.‏
معسكرات الأندية
وبالعودة لنوعية المعسكرات وتباينها بين المنتخب والنادي فإن
إن الاستفادة من المعسكرات الخارجية مرتبطة بعوامل عدة، أبرزها اكتمال جميع العناصر وتوافر المباريات التجريبية القوية فالمعسكرات الإعدادية مهمة جداً، الأندية تضطر للسفر خارج محافظاتها صيفاً بحثاً عن الإعداد بشكل مميز لموسم طويل وشاق فيه العديد من المشاركات والبطولات، لكن المشكلة تكمن أن بعض الأندية تسافر غالباً وهي في فترة التعاقدات، فتجد أن الفريق يبدأ برنامجه وهناك أسماء مهمة وأساسية لم تنضم أو يتم التوقيع معها بعد نهاية المعسكر وهذا يتسبب بفروقات على مستوى التناغم والانسجام وفي بعض الأحيان على الصعيد اللياقي، ونشاهد أن بعض الفرق تضطر لبدء التجمعات الإعدادية الخارجية وهي لم تتعاقد مع مدرب بسبب ظروف معينة، إما لعدم الاتفاق مع مدرب أو لوجود مشكلة طارئة، وهذا حدث في حالات محدودة ولكنه أمر غريب.‏
وبالنسبة للاندية مثلا  لا بد أن تكون قد أكملت تعاقداتها على الأقل بنسبة ( ٨٠ ) بالمئة ومن ثم بعد العودة من المعسكر تتكشف بعض الاحتياجات التي يمكن تلبيتها باستعارة بعض الأسماء أو التعاقد معها، فمثلاً فرق الوسط والمؤخرة في الدوري تتعاقد مع الكثير من لاعبي فرق المقدمة الذين استغنت عنهم فرقهم بعد نهاية معسكراتها ويأتون جاهزين من الناحية اللياقية وينقصهم فقط الدخول مع المجموعة والانسجام معها وهذا من الممكن قبوله خصوصاً إذا كان هناك احتياج لعنصر أو اثنين في مراكز معينة، وأحياناً نجد أن هذه الفرق تذهب لتقيم معسكراً لثلاثة أسابيع ولا تكتمل الصفوف إلا في الأسبوع الأخير وهذا يقلل من قيمة المعسكر والفائدة الفنية منه ويصبح تقريباً بلا فائدة، كما أن وجود العناصر الجديدة كافة في المعسكر هو أمر ضروري كونها هي الأسماء التي تراهن عليها الفرق حين يبدأ الموسم، وللأسف لا يكتمل عقد اللاعبين إلا في نهاية المعسكر أو بعد العودة وهذا خطأ كبير، لكن في المقابل تواجه إدارات الأندية صعوبات كبيرة في إكمال عقد اللاعبين الجدد في فترة ضيقة وهذا يتطلب العمل الجاد باكراً وقبل نهاية الموسم السابق لتحديد الأسماء الباقية والتي سيتم جلبها.‏

المزيد..
آخر الأخبار