الموقف الرياضي- مالك صقر
لاشك أن الجميع تابع مونديال كأس العالم بكل شغف ومحبة وشجع الفريق الذي يعشقه ويحبه هذه حقيقة لا يمكن أن يتجاهلها أحد ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين واقع الكرة السورية من كل مايجري والتي لاتزال تحبو في مستنقع التجارب والاختبارات بعيدة كل العبد عن مفاهيم كرة القدم العصرية نتيجة ابتعادها عن التخطيط والتنظيم والبناء والتحليل العلمي المدروس واعتمادها على اشخاص لا يجيدون سوى التنظير .
نعم كرتنا بعيدة كل العبد عن مفاهيم كرة القدم الحديثة بكل أسف .
ظروف وتبعات
أكيد الحرب و الظروف والمشاكل التي تمر بها بلدنا أثرت بشكل سلبي على واقع كرة القدم السورية فلم يقتصر الأثر على اللاعبين فقط بل امتد للكوادر والخبرات وكذلك على الأندية ولكن ليس بالصورة التي يتصورها البعض فبعد اخفاقات منتخباتنا الوطنية في للاستحقاقات العربية والآسيوية الأخيرة والتي يتحملها إتحاد كرة القدم السابق والحالي واختياراتهم الخاطئة للكوادر المدربين واللاعبين والذي أثار جدلاً كبيراً في محيط الكرة السورية، وأصبح حديث الجماهير والصحافة والمهتمين، وصار لغزاً محيّراً للكثيرين، ومع كل ما أُثير حوله من انتقادات، وخاصة فيما يتعلق بالاعتماد على المدرب الوطني والمدرب الأجنبي كل تجاربنا الماضية التي أمضاها مدربينا مع المنتخب، وتمتد لسنوات طويلة صارع خلالها من أجل إثبات ذاته كمدرب، واشتغل في ظروف صعبة وإمكانيات محدودة، وكان عليه القيام بجميع الأعمال التنظيمية والإدارية وما يتعلّق بسفر اللاعبين نتيجة ابتعادنا أو افتقارنا للأمور التنظيمية الحديثة والتي بكل أسف تفتقدها كوادرنا الرياضية (إداري أو مدرب واللاعب).
رغم الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها رياضتنا وكرة القدم بشكل خاص تتطلب منّا جميعاً أن نقف إلى جانب كوادرنا الوطنية ونقدّم لها كل أنواع الدعم المادي والمعنوي والإعلامي، وعلى القيادة الرياضية إعطاء خبراتنا الوطنية الفرصة الكبيرة ومنحها الحقوق الكاملة، وتهيئة الظروف المناسبة والأرض الصلبة لإثبات تواجدها وقدراتها ومهاراتها التدريبية، والتعامل معها كما لو أننا نتعامل مع المدربين الأجانب الذين سخّرنا لهم كل الإمكانيات، ولم يقدّموا أيّ شيء لكرتنا.!!
دروس وعبر
والسؤال الذي يحتاج لجواب من اتحاد الكرة والمعنيين فيه لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين في حال وجدت النية الصالحة والصادقة في العمل والابتعاد عن المصالح الشخصية ونستفيد من تجارب الآخرين في العمل الرياضي المنظم والمدروس..؟
لدينا الإمكانيات ولدينا المواهب ولدينا الكوادر ما ضرر بأن نستفيد من تجارب أشقائنا المغاربة كيف خططوا ونظموا وعملوا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه بين أقوى أربعة منتخبات في العالم نتيجة العمل الرياضي المنظم والصدق والتفاني أكثر من ستة لاعبين هم في عداد المنتخب المغربي من خريجي اكاديمة وطنية محلية والتي تم انشاؤها عام ٢٠٠٩ واليوم حصدوا النتيجة وحققوا حلم طال انتظاره وتفوقوا على مدارس أروبية عريقة ووصلوا إلى المربع الذهبي لكأس العالم ٢٠٢٢ هذا المربع الذي خلا من عراقة الإنكليز والبرازيل وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وغيرهم بقيادة مدرب وطني وبفكر وقيادة اتحادات محلية متعاقبة عملت بعلم وأكاديمية وثبات وثقة وصدق وتفان حتى غيروا تاريخ الكرة العالمية بأفكارهم ونتائجهم اكبر دليل على ذلك.
نعم علينا أن نبدأ من الصفر فى بناء كرتنا و منتخباتنا الوطنية من خلال الإيمان بضرورة العمل الصادق والابتعاد عن المحسوبيات والمصالح الشخصية بقيادة أشخاص همهم الإصلاح والبناء لمراحل زمنية طويلة وليس لفترة قصيرة محددة بوجودهم.
كرة القدم اليوم علم وعمل منظم وليس ما نسمعه ونتابعه في قاموس اتحاد الكرة الحالي بدليل لجانه الرئيسية ولنا في لجنة التطوير خير دليل مع تقديرنا لخبرة رئيسها والأعضاء الإ أنهم ليسوا المختصين بالتطوير من أصحاب العلم والاختصاص .