الموقف الرياضي:
أنهى قبل أيام الاتحاد الرياضي العام جميع مؤتمراته المتعلقة والمرتبطة به من إدارات الأندية والفروع والاتحادات الرياضية ولجانها بالتصفيق والترحيب كالعادة دون الغوص في لب المشكلة الحقيقية لمعاناة الواقع الرياضي المالي والفني، وإيجاد الحلول المناسبة لها منذ عشرات السنين، وخاصة أن الجميع يعلم أن الهدف والغاية من هذه المؤتمرات هي الخروج بقرارات ومقترحات تغير خريطة عملها الرياضي مالياً وإدارياً وفنياً وفق أسس وإستراتيجيات بعيدة المدى، تستطيع من خلالها الاهتمام بقواعد ألعابها التي هي بداية الانطلاق لرفد المنتخبات الوطنية، ولكن للأسف هذا لم يحصل ولن يحصل فنحن بعيدون كل البعد عن التخطيط الإستراتيجي للواقع الرياضي الذي يعتمد على التخطيط العلمي المدروس.
متفقون على أن الأندية هي المنهج والمنبع الحقيقي لبناء الرياضة، وكلما كان النادي يعمل على مبدأ التخطيط الإسـتراتيجي والتنظيم العلمي المدروس بكل أشكاله من استثمارات وإيجاد شركات راعية، وإقامة البنــى التحتية من فنادق وصــالات وملاعــب ، فمــن المؤكــــد بأن النتائج ستكون إيجابية ومثمرة لجميع ألعابه، وهذا ســـينعكس علــى تطويــر منتخباتنا الوطنية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كثيراً، ما هي الغاية والهدف من عقد هذه المؤتمرات التي أصبح لها أكثر من 40 عاماً تجري بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب ولا جديد في الطروحات والمشاكل هي هي؟
والسبب برأيي: هو ابتعاد أصحاب القرار الرياضي عن مفهوم الخطة الإستراتيجية في عملهم، فإذا كان الموضوع وضع خطط وإستراتيجيات للتطوير الرياضي، فكثيراً ما نشاهد أن هذه الخطط معلقة على الجدران ثابتة وصامدة دون أن يطبق منها إلا القليل اليسير، والنتائج هي أكبر دليل على عدم السير بهذه الخطط وتطبيقها نتيجة غياب المقومات الأساسية من مال وتجهيزات وأرضية صالحة، هذا ما يجعلنا نصل إلى قناعة بأن هذه المؤتمرات روتينية غير مجدية.
مفهوم التخطيط الإستراتيجي الرياضي الذي هو باختصار نشاط قائم على تحليل بيانات الماضي واتخاذ قرارات في الحاضر ولبناء جديد في المستقبل، وهو أيضاً اختيار بين سياسات وخطط وبرامج لتحقيق هذه الأهداف بمعنى أنه ينطوي على صنع قرار مرتبط بشيء محدد المعالم، مع التأكيد على أن الخطة الإستراتيجية لتطوير الرياضة على وضع رؤية وأوراق عمل وتخصيص موارد لتحقيق الأهداف للوصول إلى أعلى مستوى من الإنجاز في حدود ما تؤهلنا إليه إمكانياتنا الحالية، والارتقاء بالأداء الرياضي في المنافسات المحلية والعربية وحتى العالمية، وبكل أسف نحن بعيدون كل البعد في جميع ألعابنا الفردية والجماعية، ونتائج كرة السلة والقدم أكبر دليل.