متابعة – ملحم الحكيم:
لعل من الملفت للنظر في البطولات المركزية هو تواجد ملاكمي محافظة القنيطرة التي سبق وأن قدمت العديد من الأبطال لمنتخباتنا الوطنية في لعبة الفن الجميل «الملاكمة» حيث يعتبرها البعض أقدم محافظة بالنسبة لألعاب القوة، وقد توسعت ممارستها سابقاً على نطاق واسع خلال فترة ما قبل الأزمة حيث كانت تحظى بمتابعة جماهيرية من خلال المهرجانات، واللقاءات الودية مع فرق المحافظات الأخرى، في حين مرت خلال سنوات الحرب الفائتة بفترة تميزت بالحسرة والألم للحالة التي وصلت إليها اللعبة بعدما انمحت عن خارطة رياضة المحافظة وكادت تنقرض، لكنها ومنذ أن تسلم بطلها محمود السلوم تدريب المنتخب الوطني ثم تولى مهام أمانة سر الاتحاد عادت للنهوض مجدداً وباتت تسعى جاهدة عبر المدرب محمود السلوم وأعضاء اللجنة الفنية للتواجد بميادين التتويج المحلية، مع محاولة لنشرها بين الأندية التي لا تحبذ إدخال هذه اللعبة إلى أنشطتها وفعالياتها.
الحل بالعمل
فما كان من أمين سر اتحاد اللعبة محمود السلوم إلا الاعتماد على العمل الذاتي مع مدربين نشيطين من المحافظة لتحسين واقع اللعبة ونعتمد على الأندية التي يتواجد فيها العديد من الأبطال يمارسون اللعبة بالمحافظة، وذلك بعد محاولات عدة لنشر اللعبة والتنسيق مع الأندية لكن دون جدوى لعدم رغبة الأندية بممارسة اللعبة، لغياب الصالات وحلبات الملاكمة والتجهيزات المناسبة للعبة، فباتت تمارس بجهود شخصية للمدربين، وتسعى اللجنة ومدربين اللعبة بكل طاقاتهم إلى إعادة ما كانت عليه اللعبة مشرقة تحقق الإنجازات بعدما وضعنا خطة وبرنامج عملي شمل استمرارية محاولة نشرها في جميع الأندية والبحث عن المواهب الصغيرة والخامات الجيدة من خلال المدارس والقرى القريبة من مركز المدينة».
ويتابع أمين سر اتحاد اللعبة أقمنا هذا العام بطولة المحافظة الفرعية للملاكمة لفئة الشباب والناشئين والاشبال، فأفرزت لاعبين جيدين نتابعهم بشكل مستمر وبتدريب متواصل، حيث لم يقم أي نشاط أو بطولة على مستوى المحافظة أو الجمهورية إلا وشاركنا فيها وصل أبطالنا إلى الدور النهائي وهذا لم يحدث منذ منذ سنوات لعدم وجود أندية تمارس اللعبة إضافة لغياب اللاعبين، وحالياً على أرض الواقع يوجد بعض من المدربين فقط بعدما ابتعد الجميع لانشغالهم بأعمالهم الخاصة ولصعوبة أحوالهم المادية، وشاركنا في بطولة الجمهورية للملاكمة، وأحرز لاعبونا ميداليات متنوعة في بطولات الناسئين والشباب والأسباب التي مضت مؤخراً حيث منعت المنغصات التي رافقت البطولة بطل المحافظة من إحراز ميدالية كانت مضمونة.
لا بد من وجود العراقيل…
وعن أهم الصعوبات التي تواجه ملاكمة المحافظة يقول السلوم «نعاني من قلة عدد اللاعبين الممارسين للعبة في المحافظة، والسبب خوف الأهالي من اللعبة لكونه معروف عنها بأنها عنيفة وقوية، واتجاه معظم اللاعبين إلى ألعاب الكيك بوكسينغ والكاراتيه، ناهيك عن قلة التجهيزات والأدوات الرياضية، وتكاد تكون معدومة، فلا أكياس ملاكمة ولا قفازات تدريبية للاعبين، وكل هذا المناخ للاعبين بنفسي وعلى نفقتي الخاصة فجميع اللاعبين هم من تدريب ناديي في جديدة عرطوز، وأنا مقتنع بما أفعل وما أبذل من جهد أو مال ولا أنتظر المقابل من أحد ولكنها حقيقة وينقصنا حلبة ملاكمة لإقامة اللقاءات الجديدة عليها، وهو ما لا طاقة لنا به إذ يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة.
الأندية التخصصية خير بديل لعزوف الأندية عن اللعبة ويضيف السلوم : لا علاقة لعملي كأمين سر اتحاد الملاكمة بما تشهده اللعبة من تطور لأنني لا أستغل مهامي أو تسميتي بأي شيء لكن ما يحصل هو من باب الحب للعبة، فأنا أمتلك البيت الرياضي المتطور بالعدة والمستلزمات وقد خصصته لتدريب الملاكمين منذ سنوات طويلة، ومؤخراً افتتحت نادياً آخر مخصصاً للملاكمة التي بتنا نلمس نتائجها الميدانية فلنا رصيد في كافة فئات اللعبة العمرية وصولاً إلى فئة الشباب أي منذ بداية عملنا وحتى الآن، وليس هذا فحسب بل سعت محافظة القنيطرة وعبر لجنتها التنفيذية واللجنة الفنية منذ سنوات لاستضافة وتنظيم بطولة الجمهورية في بلدة جديدة عرطوز في حلقة ركبت بالهواء الطلق وشهدت افتتاحاً وتنظيماً رائعاً إضافة إلى توفر سبونسرات كثر للبطولة، ما يؤكد حسن تعاوننا مع جميع الفعاليات في المحافظة ومع محبي اللعبة من ناحية وما يؤكد حسن سمعة اللعبة وقوة الصيت، لتتبنى العديد من الفعاليات الاقتصادية والمجتمعية نشاطاتها وبطولاتها فما نتمناه من فرع الاتحاد الرياضي والأندية المنتشرة في المحافظة تبني اللعبة ونشرها، وعودة المدربين المبتعدين لنتشارك معاً في إعادة اللعبة لما كانت عليه سابقاً، لتعود الروح لها من جديد لتشرق، وتكون بسمة رياضة «القنيطرة « التي كانت تتواجد على الساحة المحلية والخارجية بقوة، وأؤكد كلاعب سابق وحكم ومدرب حالي وكأمين سر لاتحاد اللعبة أؤكد أننا في المحافظة نمتلك الخامات الواعدة والإرادة القوية والمدربين الجيدين للوصول باللعبة وأبطالها الى أفضل منصات التتويج.