أنديتنا المحترفة تبكي أحوالها الماليــــة وتفتقـــر لحلــــول مناســــــــبة ..؟؟

 أنور الجرادات :
ترزح أندية المحترفة مجتمعة، تحت الديون التي تصل إلى ملايين الليرات، ولا شيء يسندها فالإيرادات الفقيرة التي تصل خزينتها المالية، والتي لا تغطي فاتورة مصاريفها الكثيرة والمتعددة، بعدما اقتربت قيمة تعاقدات الأندية الجماهيرية لفريق الكرة إلى حدود مبالغ كبيرة من دون وجود مصادر للدخل وليدة الاستثمارات الحقيقية.
ترحيل!
تعاملت الأندية مع الديون، من خلال ترحيلها من موسم إلى آخر، حتى تفاقمت طمعا في الإنجازات الكروية، الأمر الذي زاد من النفقات، وهو أمر قابلته إيرادات ومصادر دخل ضعيفة، لا سيما في وجود نشاطات أخرى ترعاها الأندية، وفي ظل عدم وجود سياسة مالية متوازنة بين المصاريف والإيرادات، ولا تروي الأموال القليلة التي تحصل عليها الأندية، من صفقات بدل انتقال اللاعبين والتي انخفضت للنصف هذا الموسم بسبب تداعيات جائحة كورونا ظمأ الإدارات المتعاقبة، كما أن ما يأتي للنادي من اتحاد الكرة كبدل البث التلفزيوني، إلى جانب مكافآت ألقاب منافسات الكرة مجتمعة، لا يكفي لسداد جزء بسيط من مصاريفها، خصوصا رواتب فريق الكرة من جهاز فني وطبي ولاعبين لأشهر معدودة، لتبكي أندية المحترفين سوء أحوالها المالية ما استطاعت إليه سبيلا.‏
معاناة.
هناك من يتساءل: ما علاقة اتحاد الكرة بسوء الأوضاع المالية لدى أندية المحترفين؟
الإجابة تتسرب من السياسة التي اتبعها اتحاد الكرة، وكذلك الاتحاد الرياضي العام في تقديم الدعم للأندية، وعودتها على الاستهلاك من دون الإنتاج، مع استثناء حالات قليلة لدى الأندية الجماهيرية والتي تعاني أيضا الأمرين ماليا، رغم تميزها بمصادر الدخل عن أندية أخرى.‏
ولعل إقحام الأندية في مشروع الاحتراف رغم عدم وجود بنية تحتية لتطبيقه ساهم في وضع الأندية في مأزق، هذه الأندية التي لم تستطع حينها مقاومة إغراء الاحتراف.
ولم تقدم سقوف التعاقدات المالية التي حددها اتحاد الكرة لأندية المحترفين في الموسم الحالي الشيء الكثير، لنجد أن الأندية التي اعتمدت على نتاجها من اللاعبين، والتزمت بالسقف المالي المحدد، تعاني من تهديد الديون الثقيلة، كما أنها مهددة أيضا بعقوبات من ( الفيفا) ، تبعا لشكاوى سابقة بحقها، ما يفرض على اتحاد الكرة وضع نقطة نظام سريعة، وترتيب الأمور قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه للأندية والكرة المحلية في المواسم المقبلة.‏
حلول واهنة
عندما تعمق النظر في الحلول التي تنفذها أندية المحترفين لرفد خزينتها المالية، تجد بأنها حلول واهنة ذلك لأنها لا تكفي لسداد فاتورتها المالية الشهرية، مع وجوب تقدير وقفة وانتماء جماهير الأندية التي تهب صغارا وكبارا، في حملات دعم جماهيرية، يتشارك فيها ( الغلابى ) ورجال الأعمال لرفد خزينة ناديهم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة على الجميع.‏
التغيير مطلوب‏
وتفرض تلك المعطيات السابقة الذكر، على أندية المحترفين نفض غبار الاستهلاك، وتفعيل مفهوم الإنتاج عبر التسويق بمعناه الشامل والحقيقي، لا بالاعتماد على لجان طوعية لديها الكثير من الأفكار ولا تملك الحلول الواقعية، بل يجب اللجوء إلى فريق عمل تسويقي متخصص نظير رواتب شهرية، ونسب مالية على إنجازها خطوات مهمة، ما يقودها إلى التسويق بجماهيريتها بالشكل الأمثل والصحيح، كما يجب الاعتماد على « مطور أعمال « متخصص صاحب سيرة ذاتية وشهادات متخصصة معزز بالخبرة العملية الطويلة والمثمرة..‏
هذا» المطور» يستطيع رسم خطة استثمارية وفق مواطن القوة المدروسة اقتصاديا وجماهيريا لكل ناد، وتنفيذها على أرض الواقع، بما يساهم في جذب الكثير من الرعاة، والداعمين، والعمل بمفهوم الإدارة الاحترافي كما في إدارة الشركات الكبيرة، الأمر الذي يوفر مصادر دخل إضافية.‏
كما أن هناك حاجة ماسة يحتاج إلى فتح باب العلاقات العامة محليا، وجذب الأعضاء الفخريين القادرين على إثراء الحلول المالية للنادي، بما يتفق مع نظام الأندية المعمول به حاليا، ولعل كل ذلك يجعل أندية المحترفين تفكر بالعمل بدلا من مواصلة البكاء على سوء أحوالها المالية.‏

المزيد..
آخر الأخبار