مهند الحسني:
لم يتمكن الاتحاد الحالي من إجراء تغييرات بمفاصل منتخباته الوطنية التي عانيت في عهده الكثير من الويلات والنكبات ومنيت بخسائر هي الأقسى في تاريخها، ولا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن منتخب السلة ما زالت عبر مشاركاتها منذ عشر سنوات غير مقنعة على صعيد النتائج والمستوى الفني، ويوم بعد يوم تتابع هذه المنتخبات، وفي كافة الفئات انحدارها من سيء إلى أسوأ، و من خيبة إلى نكسة، و من نكسة إلى نكبة، حتى بات الفوز في أي مباراة، كحبة الدواء المسكن، التي لا يدوم مفعولها إلا دقائق، ويعود طرق المطارق في الرأس إلى العمل بفشل، و خيبات متكررة، من الطبيعي جداً عن فشل أسلوب علاج أن نغيّر الأسلوب، وأن نبحث عن طرق علاج جديدة، لا أن نتهم المريض بأنه سبب المرض، فمن الوارد جداً أن تكون أساليب العلاج و القائمين عليها هم السبب، وكذلك حال سلتنا التي لم تخرج و لا بأي ومضة ضوء واحدة طوال سنين الأزمة التي عصفت بسورية، فلا الاتحاد بقادر على إخراج مسابقاته بصورة سليمة ولا بمنتخباته رغم الدعم اللامحدود الذي أولته القيادة الرياضية له ، ولا هو بقادر على إعداد جيل جديد من اللاعبين و اللاعبات يعوض غياب و هجرة الكثير من أبناء اللعبة عمر الأزمة في وطننا.
منتخب الأزمة
منذ ذلك التاريخ لو توجه الاتحاد للاهتمام بفرق الأشبال و الشبلات، وتحويل الإمكانيات المالية الممكنة للصرف عليهم، و إعدادهم بطريقة علمية، لكانت السلة السورية حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب قادرة على المنافسة الحقيقية، و تجاوز خيبات، ومشاكل الأجيال السابقة من الأخطاء الأخرى التي لم تحظ بعلاج اتحاد كرة السلة، هي اهتمامه الدائم بمحافظات دون أخرى، وإهمال دعم بعض المحافظات الذاخرة بالمواهب الفقيرة، بالإمكانيات المتوفرة الحالية كرة السلة السورية لن تنهض، وتخرج من خيباتها ما تم تتسع دائرة المنافسة في كل الفئات، و المراحل إلى المحافظات المهملة، وبذلك سنضمن اكتشاف المواهب، فكما قدم اللاعبان (وسام يعقوب و جميل صدير) من ريف حماه ليكونا من أهم لاعبي الارتكاز في سورية، بكل تأكيد يضم ريفنا خامات وخامات أخرى قادرة على التطور، و الارتقاء بمستوى منتخباتنا الوطنية العقيمة حالياً هجوماً و دفاعاً، و بلا أي مواهب استثنائية.
غياب الرؤية
إذا كان دور لجنة المنتخبات الوطنية هو توزيع مخصصات المحافظات من المدربين و المدربين المساعدين فبأس الدور، لأننا الآن قادرون على وضع لائحة دور لتدريب المنتخبات الوطنية لخمسة سنوات قادمة، وإذا كان دور عضو الاتحاد ضمان وجود مدربين من أبناء محافظته في المنتخبات الوطنية، فيمكن لأي مندوب أو مراسل من المحافظة القيام بنفس الدور، الاتحادات جهة فنية من يعمل بها يجب أن يكون على مستوى من الفهم و الإدراك لمهامه، و دوره الوطني و الابتعاد عن الصغائر، و مشكلة أذن السفر، و عقبة البيجامة و الحقيبة، و بدون ذلك لن تشهد سلتنا أي تقدم أو انتعاش مهما توفرت لها الإمكانات المادية.
سلة متطورة
إذا كنا نريد كرة سلة سورية ومنتخبات متطورة فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توفرها، وإن كنا نريد كرة سلة تحبو دون أن تستطيع أن تمشي ومنتخبات هزيلة، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد لهاوية أيضاً.
ويبدو أن اتحادنا وبكل صراحة بات كالطبيب المصر على دواء لم يشف المريض، و نحن نقول بأن لا دواء خطأ، و لا الطبيب، ولكن يبدو أن اتحادنا لم يعد مناسباً لحال سلتنا المريضة دون التجديد في مفاصله وضم بعض الخبرات الوطنية لفريق عمله.
خلاصة
اتحاد كرة السلة لن يخرج من بوتقة الفشل قبل أن يصارح نفسه قبل مصارحة الجماهير ووسائل الإعلام بأسماء المخطئين والمتسببين بهذه النتائج المخيبة للآمال، وعندما يمتلك الاتحاد الجرأة بالإشارة بإصبعه لهم، سنصدق يومها بأن مسيرة الإصلاح في كرة السلة السورية قد بدأت.