مها جنّود عطاء بلا حدود في عالم كرة القدم
يوماً بعد يوم تثبت المرأة السورية عموماً والرياضية على وجه الخصوص تفوقها وجدارتها وتميزها، وما مدربة كرة القدم السورية ( مها جنود ) إلا خير دليل على صحة تفوقها وجدارتها وتميزها حيث وقّعت المدربة مها جنود عقداً مع الاتحاد العماني لكرة القدم للإشراف على كرتها الأنثوية بهدف الاستعداد للمسابقات والبطولات القادمة أبرزها دورة الألعاب الخليجية في دولة الكويت.
العقد هو الأول من نوعه بالنسبة لأنثى سورية حسب ما أكدته جنود حيث كان خبر التعاقد غير مألوف بالنسبة إلى جماهير الرياضة السورية مع بداية تعيين مها جنود مدرباً مساعداً لرجال نادي المحافظة الكروي، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى في وقت سابق و هكذا أصبحت جنّود، ابنة محافظة السويداء، المرأة العربية الثانية في عالم كرة القدم الذكورية بعد السودانية سلمى الماجدي.
لاعبو نادي المحافظة لم يستغربوا الأمر، فقد اعتادوا رؤية جنّود داخل أسوار النادي بوصفها مدرّبة حيناً ومساعدةً حيناً وتنقّلت ما بين كوادر شبلات المحافظة وسيّداتها، والمنتخب السوري للناشئات، ومنتخب السيدات.
كرة القدم شغفها
تقول جنّود: كرة القدم كانت شغفاً طفولياً وتوضح أنّ الحلم شقّ طريقه مستنداً إلى دعم معنوي استمدّته من وجود أختين سبقتاها إلى عالم الرياضة، علاوة على تشجيع مدرّس التربية الرياضية، عقب الانتهاء من الدراسة الثانوية التحقت جنّود بالمعهد الرياضي، ثمّ صارت لاعبة في فريق كرة القدم في المعهد، ما منحها فرصة المشاركة في العديد من البطولات داخل سورية وخارجها، و في عام ٢٠٠٤ التحقت بنادي المحافظة مع إنشاء دوري رسمي للسيدات، وكان أول أهدافها بضحكة مليئة بالفرح والسخرية، وذلك عندما خَسِر المحافظة أمام نادي الصداقة الإماراتي بخمسة أهدافٍ مقابل هدف شرف بتوقيعها.
التحوّل إلى التدريب
بعد ست سنوات من اللعب لسيدات المنتخب تعرّضت جنّود لإصابة قوية عام ٢٠٠٩ استغرق العلاج عاماً كاملاً عادت بعده إلى الملاعب، لكن مع أول ركلة انتكست قدمها مرةً أخرى، لتقرر التخلي عن لعب كرة القدم، والتحوّل نحو التدريب.
ومنذ عام ٢٠١٠ خضعت لدورات تدريبيّة عدة في سورية وخارجها، التحقت بدورة في قطر وسط ٢٦ رجلاً، وحصلت على المركز الثالث فيها، ما مكّنها من التأهل إلى ( مشروع مدربي المستقبل ) بحضور نخبةٍ من المحاضرين الآسيويين في ماليزيا، ثم تخرجت فيها عام ٢٠١٢.
تقول الحاصلة على شهادة في الإرشاد النفسي: بدأت مع صبيان المحافظة ثم انتقلت إلى الأشبال، ليقرر القائمون على النادي تعييني مدرّباً مساعداً لفريق الرجال.
ولكن هل واجهت أول مدربة كرة قدم للرجال في الشرق الأوسط مصاعب في التعامل مع رجال الفريق الأول ؟
تجيب جنّود: كنا أسرة في نادي المحافظة، واللاعبون يعرفونني جيداً، وهناك احترام متبادل، كرة القدم علم، وعندما يَكون الشيء المُقدّم للاعبين صحيحاً، سيقبلون به سواء كان من يقدم المعلومة رجلاً أم امرأة.
قادرة على المنافسة
وتضيف إنّ الأنثى تلعب كرة السلة ورفع الأثقال والكرة الطائرة وغيرها، وقياساً بذلك فكرة القدم هي الأسهل، و ترى الكابتن أنّ الفتاة السورية قادرة على منافسة الرجال في كل مفاصل الحياة، وكسر احتكارهم للكثير من المجالات، فهذا الشيء يتعلق بالرغبة والطموح.
وتشير إلى أنّها أشرفت على تخريج دورة من المدربين (الذكور) في سورية بوصفها محاضِرة آسيوية، كما أنها على علاقةٍ طيبة مع معظم المدربين في الدوري السوري وتطلق نصيحةً إلى كل فتاةٍ ترغب في دخول عالم كرة القدم وهي أنه لا بد أن يكون لديكِ حبٌ وشغفٌ للعب الكرة، أشدّ على يدكِ، إنها لعبةٌ ممتعة تطلق الشخصية وتجعلكِ أقوى، اقتحمي هذا العالم فهو ليس حكراً على الرجال.