كرة القدم الانثوية بين الواقع والطموح قطريب: الأهم استمرارية مسابقتي الدوري والكأس الفقير: نفذنا 50% من الخطة والمعوقات مالية
الموقف الرياضي- متابعة – خديجة ونوس:
بداية خجولة
لم تعد كرة القدم حكرا على الرجال اذ استطاعت السيدات اقتحام ساحة كرة القدم لتغير القاعدة فأثبتن بأنهن قادرات على ممارسة اللعبة والنجاح بها بل نجحن في الدخول الى مجال التدريب والتحكيم أيضا.
ونحن هنا نبحث في واقع كرة القدم الانثوية عموما والسورية خصوصا باعتبارها كانت من مؤسسي كرة القدم الانثوية في الشرق الأوسط في محاولة لوصف ما تطمح اليه سيدات كرة القدم وما هي أهم الصعوبات والمعاناة التي تواجهها وهل تستطيع أن تحقق ما عجز عنه الرجال بالرغم من البداية الخجولة لها بتبني عدد قليل من الأندية للعبة بالبداية أمثال المحافظة والسلمية وجرمانا هذه الأندية التي أفرزت العديد من المواهب.
بعدها تراجعت اللعبة وعادت مجاهدة حتى وصلت لأول بطولة لها ضمن الصالات المغلقة ثم انطلق بعدها الدوري على الملاعب المعشبة وتم تشكيل المنتخب الوطني حيث انتهى الموسم الكروي الأنثوي مؤخرا (دوري وكأس)ونال فيه نادي فيروزة اللقب فيما نال نادي الوحدة الكأس.
مها القطريب مديرة قسم الكرة الإنثوية في اتحاد كرة القدم أكدت لـ”الموقف الرياضي” أن اللعبة ما تزال في البدايات و بداياتها متواضعة و هناك الكثير من الأمور و من الأهداف التي نعمل عليها كقسم كرة أنثوية لتطوير هذه اللعبة.
وتضيف قطريب : استلمت القسم منذ سنتين و بداية عملت على تفعيل الفئات العمرية في ظل غياب أي بطولة سابقة لهذه الفئة لذا حاولنا الاهتمام بها و جعل الأندية التي لا تمتلك القدرة على استيعاب أكثر من فئة (الشبلات و الناشئات و السيدات) الأمر المستصعب في البداية لأنه سيحملها أعباء مالية لذلك كنا مقتصرين على أن تكون هذه اللعبة موجودة في فئة واحدة و هي السيدات التي تضم مختلف الأعمار كما عملنا بهذه الفئة على إقامة بطولة للناشئات و ترغيب الأندية بهذه الفئة و كانت ناجحة و استمرينا فيها حتى وصلنا الى بطولة القسم الأولى ٢٠٢٠- ٢٠٢١ و بطولة القسم الثانية ٢٠٢١- ٢٠٢٢ على موسمين و دوري السيدات و كأس الجمهورية الذي حدث لأول مرة هذا العام هذه البطولات ستكون بشكل دائم كل موسم إضافة لبطولات و نشاطات قادمة بالمستقبل القريب اذ سيكون بالخطة القادمة مقترحات اخرى لتنشيط هذه اللعبة بشكل أفضل.
وبينت قطريب أن امكانيات الأندية في النهاية هي التي تلعب دور كبير في الموضوع إضافة لزيادة النشاط و الإمكانيات المتوفرة من اتحاد كرة القدم التي ستكسبنا مزيد لتفعيل هذه اللعبة .
وتابعت قطريب:الذي لمسناه خلال هاتين السنتين تطور كبير للعبة و زيادة بعدد الأندية و زيادة بعدد اللاعبات و الأهم الاهتمام الاعلامي الذي و فر لنا الكثير كما سنحاول زيادة النشاط و ان لا نجعله مقتصر على دوري السيدات و الاهتمام أكثر بالمهرجانات التي لها دور مهم لنشر ثقافة هذه اللعبة بشكل أكبر في مختلف المحافظات .
رضا عن الواقع
وعن الواقع الحالي أجبت قطريب: بالنسبة للواقع الحالي مقبول خلال هاتين السنتين بل جيد رغم الخطوات البطيئة لكنها تعتمد على المقومات الموجودة لدينا والإمكانيات المتوفرة لنبني على هذا الاساس .
وشددت قطريب على أن الأهم هوالمحافظة على استمرارية الدوري والتوقف يؤدي لتراجع اللعبة ونحاول العمل بغض النظر عن امكانياتنا الضعيفة لأنه من واجبنا السعي للأفضل وإيجاد أي شيء يساعد على تطور هذه اللعبة بهذه الظروف الاستثنائية اضافة للتغيرات الكبيرة التي رافقت اتحاد كرة القدم وعدة أمور سلبية أخرى ضمن ما هو متوفر لدينا استطعنا التقدم لمحاولة المحافظة على استمرارية هذه اللعبة وهو بحد ذاته انجاز ونجاح نحاول حاليا ضمن الرؤية المستقبلية لهذه اللعبة بوضع خطة عمل سيتم الاعلان عنها في المستقبل القريب .
المنتخبات الوطنية
بالنسبة للمنتخبات قالت قطريب :لدينا منتخب الناشئات الذي اعتمدنا عليه في مرحلة بناء اللعبة ومن خلال بطولة القسم انتقينا اللاعبات ونحن مستمرين بتحضيرهم للمشاركات الخارجية مع الانتباه للمنتخبات المتوفرة لدينا وقدمنا خطة للجنة المؤقتة لتشكيل المنتخبات لكن هذا القرار سيكون بيد الاتحاد القادم كما أتمنى ذلك لأنه خلال هذه السنتين برز لدينا العديد من المواهب والخامات وهي بحاجة لفرصة وطموحنا رؤية منتخباتنا الوطنية تمثل سورية أفضل تمثيل إن كان على المستوى العربي أو القاري.
مهند الفقير مسؤول الدائرة الفنية والمدرب الآسيوي أوضح أن لدى الدائرة الفنية استراتيجية لكرة القدم الانثوية منذ ٢٠١٩ ونحن نعمل على تنفيذها ولكن هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات الأساسية وهي مادية بحتة فالأندية فقيرة واتحاد كرة القدم بالتعاون مع المكتب التنفيذي بالموسم الأول وفر كامل التجهيزات لكافة الفرق ثم توقف الدعم نتيجة الضائقة المالية وما زلنا نتحمل أجور الحكام والمرافقين محاولين التخفيف عن الاندية بالنسبة لمباريات الدوري ومباريات البطولات .
وأشار الفقير إلى أنهم كدائرة فنية وكقسم لكرة القدم الانثوية لم يستطع تطبيق 50% من استراتيجينا الموضوعة لأسباب مادية.
ونحاول التعويض بالاهتمام اداريا وفنيا حيث أصبح لدينا الآن أكثر من ٧٥ مدربة مؤهلة آسيويا بشهادة cو٨ مدربات بشهادة Bومدربتين بشهادة A وحاليا تتابع العمل الدؤوب “الكوتش” مها قطريب لكنها بحاجة للكثير من الجهود كون اللعبة ليست من أولويات اتحاد كرة القدم أو المكتب التنفيذي مع وجوب ذلك ومتابعة انشاء المنتخبات لكل الفئات لنكمل السلسلة والمشاركة في البطولات الخفيفة على مستوى غرب آسيا أو العرب لأننا نملك سيدات لديهم الكثير من الخبرة والموهبة بلعبة وتكتيك كرة القدم ويجب أن يأخذن حقهن وفرصتهن باللعب ونتمنى من اتحاد كرة القدم القادم أن يهتم باللعبة أكثر وأن يمنحنا صلاحيات أكثر ويطبق استراتيجيتنا بالشكل الكامل وتقديم الدعم والإمكانيات للعبة لأنها تستحق .