الأوساط الرياضية تترقب هوية رئيس اتحاد الكرة الجديد .. جولات ووعود وتصريحات رنانة والمفاجآت خلف الستارة .. ؟

الموقف الرياضي – أنور الجرادات:

في الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 23 من الشهر الجاري  وبقاعة اتحاد الكرة تبدأ واحدة من أصعب انتخابات اتحاد كرة قدم في تاريخ انتخاب مجلس اتحاد كرة ..  انتخابات ستفرز شخصيات تدير وتحكم الكرة السورية  خلال الدورة الانتخابية القادمة.

الانتخابات نقطة فاصلة لاعتبارات كثيرة لم تشهد انتخابات باتحاد الكرة احداثا مثيرة وعنيفة وصخبا وضجيجا مثلما يحدث اليوم ولم تشهد دخول ثلاثة  شخصيات(صلاح رمضان وفادي الدباس وماهر السيد) في المنافسة على كرسي رئاسة الاتحاد بعد انسحاب طارق زيني رئيس نادي تشرين و يخوض الانتخابات عددا لا بأس به كمرشحين للعضوية ومرشحان فقط  على مقعد نائب رئيس الاتحاد تنتخبهم الجمعية العمومية وتضع عليهم آمالا عريضة.

الجمعية العمومية في جدول أعمالها أكثر من بند منها كلمة رئيس الاتحاد الرياضي العام أو من ينوب عنه  ثم كلمة لرئيس  اللجنة المؤقتة المسؤولة على تسيير شؤون كرة القدم السورية  ثم تتكفل اللجنة المشرفة على الانتخابات بإدارة الجلسة التي ستكون ببند وحيد ” انتخاب اتحاد كرة جديد ”  اضافة الى شرح آلية اجراء عملية الانتخاب و التي تعتبر صحيحة بحضور 50+1وإن لم يكتمل النصاب القانوني تؤجل لمدة ٢٤ ساعة  وإذا لم يكتمل النصاب تكون هناك جولة ثالثة فاصلة بأي عدد من الاعضاء وستجري الانتخابات بنظام التصويت السري المباشر خلف الستار ولن يتم اذاعة أحداثها وتقام تحت اشراف من اللجنة الأولمبية السورية ولعل أهم ما في هذه الانتخابات هو نظام التصويت الذي يشير الى أن المفاجآت قد تكون واردة لا سيما أنه لا يوجد مرشح واحد من المرشحين يستطيع أن يؤكد أن هذا الاتحاد منحه صوته أم لا ولا يستطيع أي أحد التأكيد الان على انه ضمن النجاح وهذا ما دعا كل المرشحين الى ان يكون التفاؤل الحذر هو عنوانهم والقلق والتوتر سمتهم.

اتفاقات ومصالح

الأيام  الماضية التي تلت  قيام اللجنة المشرفة على الانتخابات بإعلان قرارها النهائي بالمرشحين المقبول ترشحهم وقرارها اللاحق الذي ابعدت مرشحين وأعادت ترشحهم لجنة الاستئناف شهدت نوعا من الاتفاقات الجانبية حيث ربطت لعبة المصالح بين المرشحين  المتنافسين  على مقاليد الامور باتحاد الكرة وستتضح معالم هذه الاتفاقات خلال الأيام القليلة القادمة بعدما يحسم المرشحين المتنافسين على مقعد رئاسة الاتحاد باختيار القائمة النهائية الخاصة بكل واحدا منهم والتي سيخوض فيها المعركة الانتخابية وستكون بسرية تامة وطبعا ستكون قائمة كل مرشح مستوفية كامل الشروط من حيث عدد الأصوات التي سيأتي فيها كل عضو في هذه القائمة حسب التكتيك الانتخابي …

احتدام المنافسة

في الكواليس احتدمت المنافسة خلال الايام الماضية بشكل كبير وما زالت المطاردة مستمرة بين الجميع حتى الذين تبدو فرصتهم ضعيفة فمن حق كل مرشح ان يمارس حقه في ترشيح نفسه ومن حق كل مرشح أن يتمسك بخيوط الامل حتى اللحظات الاخيرة لإعلان النتيجة لان الانتخابات مباراة رياضية ديمقراطية وكل المرشحين لهم احترامهم وتاريخهم وطموحاتهم.

شائعات

وربما يتعرض جميع المرشحين سواء على مقعد رئاسة الاتحاد أو على مقعد نائب الرئيس أو حتى على العضوية  الى حملة شائعات وسط أعضاء الجمعية العمومية والتي ستكون بمجملها اختيار القوائم النهائية لكل مرشح لمقعد رئاسة الاتحاد خاصة وان كل المرشحين لعضوية الاتحاد يطمح ان يكون ضمن القائمة التي يختارها المرشح المحتمل لرئاسة الاتحاد وان يكون من ضمن القائمة النهائية وهنا بيت القصيد خاصة وان وجدت هذه الشائعات من يصدقها اعتمادا على مواقف الانتخابات الماضية و السابقة والأزمات والخلافات والمشاكل بينهما والتي امتدت إلى ما بعد الانتخابات وقد أثرت على عمل الاتحاد بعد تشكيله ..

جولات سرية للمرشحين

الايام الماضية والأيام القادمة أيضا  شهدت وستشهد  تحركات سرية وعلانية للمرشحين لانتخابات اتحاد الكرة بمرافقة مؤيديهم وأنصارهم بين المحافظات  لاستقطاب اصوات الناخبين وإعطاء الوعود بالمناصب والتكليفات القادمة وتقديم الهدايا العينية منها والمادية وبعض المزايا الأخرى وفي هذا كلام على طاولة المكتب التنفيذي.

مندوبون على المقاس

ويعتقد الكثيرين  بأن المندوبين الذين سيمثلون الأندية واللجان الفنية والروابط قد تم اختيارهم بناء على طلب المرشحين المتنافسين على مقعد رئاسة الاتحاد أو على بقية المقاعد الأخرى لضمان كسب الأصوات وهذا كان واضحا من خلال تغيير أسماء المندوبين أكثر من مرة وهذا دليلا كافيا للدور الذي يقوم به المرشحين في اختيار المندوبين لضمان إعطاء صوتهم داخل قاعة المؤتمر الانتخابي.

صدمة المفاجأة

في انتخابات كرة القدم لابد من صدمة ولابد من مفاجأة و كل شيء وارد ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث في ظل الأحداث التي سبقت قيام الجمعية والاختلافات في الرؤى ووجهات النظر و رغم التكهنات والمؤشرات المبدئية من داخل الجمعية العمومية والتي تشير أن المنافسة على رئاسة الاتحاد  محسومة لكل المرشحين حسب اعتقادهم  فإن المتخصصين والمراقبين للعملية الانتخابية يؤكدون أن هذه الترشيحات قابلة للتعديل والتغيير حتى يوم الانتخابات.

يتوقع المراقبون أن تحظى الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بإقبال كبير جدا من جانب أعضاء الجمعية وذلك لسخونة المنافسة والانتخابان والوعود.

ازمة

لم تكن انتخابات اتحاد الكرة في حاجة أزمة جديدة فالأوضاع بعد قبول اللجنة المشرفة على الانتخابات  كانت هادئة وتوقفت المعارك والصراعات لتتجدد الأزمة بعد قرار اللجنة  بإقصاء العديد من المرشحين عن الانتخابات لتصدر مشكلة كانت الانتخابات في غنى عنها خاصة أن المبعدين أسماء كبيرة والذين  تقدموا بشكوى إلى لجنة الاستئناف  والتي بدورها نظرت بهذه الشكاوي وأعادت النظر بالشكاوي المقدمة وأرجعت وأعادت العديد من المرشحين للدخول من جديد بالمعركة الانتخابية ..

تنافس على العضوية

وبالفعل ستكون هناك معركة مشتعلة في المقاعد على العضوية كما هو الحال على مقاعد رئاسة الاتحاد والنائب بين الجميع وخاصة أبناء المحافظة الواحدة وربما تشهد انسحابات عديدة وخاصة الذين يتوقعون فشلهم في كسب أصوات كثيرة وهذا الامر سيكون محرجا لهم ولتاريخهم وأسمائهم وخاصة الذين لن يكونوا على اي قائمة من قوائم المرشحين المتنافسين على مقعد رئاسة الاتحاد وبالتالي ستكون الأصوات التي سيحصلون عليها قليلة جدا وهو سيكون محرجا لهم كثيرا …

ماذا بعد ؟

لم تشهد الانتخابات الماضية اهتماما كما نتابع اليوم اصبح فرصة لان ننظر للتجربة كلها من اساسها برؤية اعمق واشمل وكل من يتوقف عند هذه الانتخابات بالاهتمام والمتابعة عن قرب.. ودون غرض وهو سيسلم بنفسه انها انتخابات فيها مرشحون ثم فائزون او خاسرون مرورا بتصويت المندوبين  وصناديق و هناك مندوبين  يحضرون  ليدلون بأصواتهم ويختارون او يرفضون من يريدون.. والأجمل ان كل واحد منهم لا يتعامل مع الامر على انه كم مهمل او عضو يمكن تهميشه او الاستغناء عنه وعن صوته ابدا..

و يشعر كل واحد من هؤلاء بأنه مهم وان صوته مهم وانه صاحب حق وانه قادر على ممارسة هذا الحق وقادر على  ان يختار ويقبل ويرفض.. ويقرأ ويسمع ويناقش ويقدر.. وهو سلوك ايا كانت نتائجه. قادر دائما على خلق الانتماء والمحافظة عليه . انتماء نحو جلد اجيال كبرت وعاشت جيلها وفي نفس الوقت انتماء يولد تحت جلد اجيال جديدة لا تزال تفتش لنفسها عن مستقبل وعن حياة.. وفي مقابل كل هؤلاء هناك مرشحون يبقون حتى اللحظات الاخيرة لا يعرفون مصائرهم في الانتخابات التي خاضوها وتبقى ابصارهم ومشاعرهم معلقة أحيانا حتى أخر صوت في الصندوق.

هي باختصار صورة حية ومثيرة حتى وإن شابتها بعض التجاوزات سوف تبقى دائما هناك تجاوزات وسيبقى الخروج عن النص والقواعد وسيبقى هناك من يسلك سلوكا لا تعترف به الديمقراطية ولا تحترمه وسيبقى هناك دائما من لايقبل النتيجة ويرفض الاعتراف بالهزيمة وستبقى في النهاية قدرة المندوبين  وحقهم وقدرتهم على الاختيار بعد طول فهم وصفا ومعايشة واقتناعا.

هذه الصورة بكل معانيها ودلالاتها ليست هي التي تخرج بها من رصد حالة انتخابات المؤسسة التي تدير كرة القدم السورية  والتي لا أول لها ولا أخر هذه الأيام وإنما يمكن أن نخرج بعدة انطباعات ودلالات أخرى  أولها أن الناس أصبحوا أكثر اهتماما بانتخابات اتحاد الكرة التي ستجري  فالناس بدأوا يدركون أنه من الأفضل أن يختار المندوبين رئيسا بعينه ليدير الكرة السورية  للدورة المقبلة وأن يكون إلى  جوار هذا الرئيس فريق متفاهم ومتناغم .

اللعبة الانتخابية الحالية قد لا تفرز الافضل كما هول الحال عموما لكنها ستنتج اتحاد جديد سيتحمل مسؤولية اعادة الكرة السورة الى جادة الصواب وعلى اعضاء الجمعية العمومية تحمل المسؤولية الاخلاقية في ايصال الأفضل.

 

المزيد..
آخر الأخبار