صوت الموقف:صورتان متناقضتان وإشارات استفهام..؟

صورتان متناقضان استوقفتا المهتمين بالشأن الرياضي عامة وتحديداً عشاق لعبتي كرة القدم والسلة اللتين اعتمدتا في بلدنا لعبتان محترفتان وفق المفهوم الاحترافي « الضيق» الذي يطبق في رياضتنا والذي لا يشبه الاحتراف الحقيقي بشيء على الإطلاق.


بالعودة للتناقض الذي رسم أكثر من إشارة استفهام وطرح سؤالاً كبيراً موجها للمعنيين في القيادة الرياضية إلى متى ستبقى ملاعب كرة القدم تئن مقارنة بصالات كرة السلة في دمشق وحلب تحديداً في أبهى صورهما «الفيحاء والحمدانية» ..؟‏


التناقض تجلى بالصورة السيئة لملاعبنا التي تستضيف مباريات دوري كرة القدم للدرجتين الممتازة والأولى والوعود التي لم تتحقق في إحداث نقلة نوعية للملاعب التي وصلت لحد كارثي دفع على سبيل المثال أندية تشرين وحطين وجبلة للاعتراض على لعب مباريات الدوري في استاد المدينة الرياضية الذي خضع لصيانة ورصدت من أجله مئات الملايين لكنه ظهر بصورة سيئة فتحت باب التساؤلات والغمز من هنا وهناك.‏


سوء أرضية الملاعب والمرافق التابعة لها مشكلة عامة مزمنة تمنع إحداث نقلة حقيقة تطويرية لكرتنا الوطنية على مستوى مسابقة الدوري والتي تفرز نتائج على مستوى المنتخبات وهذا مستحيل التحقق قريباً ما يحدّ من طموحات كوادر اللعبة وينعكس إحباطاً وسخطاً لدى جماهير كرة القدم والتي عبرت عن ذلك على المدرجات وعلى منصات التواصل الاجتماعي بل بلغت حد التعبير في رفع «تيفو» الذي يعبّر عن حجم إنفاق كبير لتأهيل استاد المدينة الرياضية لكن النتيجة جاءت مخيبة وصادمة بل تندرج تحت عنوان «فساد».‏


بالمقابل نجحت مساعي المعنيين والمشرفين على كرة السلة في إحداث خرق على المستوى الدولي بإقناع الاتحاد الدولي لكرة السلة بالعودة لخوض مباريات منتخبنا في صالاتنا بعد تحقيق صالة الفيحاء للشروط الدولية وبالأمس افتخرنا بمشهد حضاري للصالة العملاقة في حلب ولو بعد طول صبر وانتظار لمدة عقدين من الزمن.‏


مسؤولية الواقع الرياضي على مستوى البنية التحتية ليست وليد اللحظة ونعلم الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا لكننا نعي أيضاً أن بناء رياضية تنافسية يحتاج لرؤية متكاملة وإرادة حقيقية لإحداث التغيير المطلوب وهذا لمسناه في مكان وغاب في اماكن ومطارح أخرى ما دفع البعض للتفكير بمدى المكاسب الشخصية ربما لإحداث طفرة تأهيلية على مستوى البنية التحتية لكرة السلة والعقم في البنى التحتية الأخرى وتحديداً ملاعب كرة القدم .‏


الواقع الحالي لملاعب كرة القدم بلغ حدّاً غير مقبول بل مرفوض من كرواد اللعبة وعشاقها وحالها لا يبشر بمخرجات نوعية جيدة على مستوى تطوير اللعبة بل يفتح الباب مشرعاً لمشكلة معقدة ولتداعيات لا يحمد عقباها والأجدى تلقف الفرصة مع انطلاقة عام جديد بموازنات جديدة وخطة موجهة طموحة ومتابعة حثيثة لصنع الفارق قبل فوات الآوان.‏


بشار محمد‏


Basharn79@gmail.com‏

المزيد..