جاء ختام المشاركة السورية في أولمبياد طوكيو 2020 مكللاً بميدالية برونزية بطعم الذهب عبر الرباع معن أسعد الذي كان عند حسن ظن القيادة الرياضية به، وهي حقيقة الابتسامة التي لن ينساها الشارع الرياضي السوري عطفاً على أمور كثيرة.
فالمنافسة كانت الأخيرة لسورية بعد خروج الرياضيين السابقين صفر اليدين مع أن هند ظاظا أثبتت للعلم أجمع أنها مشروع نجمة واعدة في كرة الطاولة، ويكفي أنها الرياضية الأصغر في الأولمبياد، ومع تزايد الاهتمام بها ستزهر في الدورات القادمة ميداليات براقة لا محالة، إذ لا ينقصها إلا الرعاية والاهتمام بعدما ظهر للعالم كله موهبتها الفذة في اللعبة، واتصال سيد الوطن بها وحسن استقبالها لدى العودة دليل على أن تحضيرها لقادم المواعيد بدأ من الآن وحضورها في طوكيو بوابة لمشاركات قادمة ستحمل في ثناياها أخباراً مفرحة.
لا خلاف أن ميدالية برونزية واحدة في ستة ألعاب (الطاولة والسباحة والترياثلون وألعاب القوى والفروسية ورفع الأثقال) رقم قليل، لكن عندما نتذكر أن رياضيينا خارجون من حرب كونية وأزمة خانقة نجد المبررات.
وعندما نتذكر المشاركات السابقة زمن الرخاء وما حملته من ثلاث ميداليات فقط عبر تاريخ مشاركاتنا نقتنع بأن ما قام به معن أسعد إنجاز يستحق أن يحفظ في بطون التاريخ.
معن أسعد حصد ميدالية أسعدت كل السوريين ورسمت البسمة على محيا كل الرياضيين معيداً الاعتبار لنفسه بعد خيبة أمل المشاركة في أولمبياد ريودي جانيرو 2016، فأصبح رابع سوري يحرز ميدالية أولمبية بعد فضية جوزيف عطية في المصارعة الحرة 1984 وذهبية غادة شعاع في السباعي خلال أولمبياد أتلانتا 1996 وبرونزية ناصر الشامي في الملاكمة خلال أولمبياد أثينا 2004، وهذه الفترات المتباعدة في حصد الميداليات تلخص المعاناة والحصيلة المتواضعة للرياضة السورية في المحافل الأولمبية، ومن هنا نرقع القبعة لاتحاد رفع الأثقال والبطل معن أسعد وشقيقه المدرب قيس.
محمود قرقورا