وقفة:الميدالية الغالية
بعد أن فرغ صبر الرياضيين والمهتمين والمتابعين وظنوا أن الإخفاق ملازم لأبطالنا في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠
وفي ختام المشاركات قال رباعنا البطل معن الأسعد كلمة الفصل في منافسات رفع الأثقال لوزن +٩٠ وأعلن أن سورية فازت بالميدالية البرونزية، وأنها لن تعود إلا ببصمة وهكذا كان وصعد على منصة التتويج ماسحا بذلك كل الآثار التي ألمت بالرياضيين ومن يسير على هداهم، هي ميدالية في مضمونها ووقتها تساوي الكثير وتعني الكثير فهي مسك الختام وفوز اللحظة الأخيرة والفوز الذي جاء بعد سلسلة من الاخفاقات تكررت خمس مرات وإذا أخذنا بعين الاعتبار هند ظاظا البطلة التي بدأت المشوار معذورة لسنها حيث بلغت من العمر الثانية عشرة ويكفي انها دخلت صراع الكبار بعزيمة لا تقل عن عزيمة الأبطال لذلك حين أخفقت كلنا تعاطفنا معها لأنها في بداية الطريق والمستقبل أمامها والتجربة مفيدة كونها اكسبتها الخبرة.
أبطالنا الباقون لم يحالفهم التوفيق لكن استمروا كبارا في عيوننا فهم تأهلوا عن جدارة لهذا العرس العالمي ودخلوا بين كبار كل القارات وأبطال العالم وكانوا في الموعد كما يجب أن يكونوا لكن للفوارق الفردية والامكانات قول آخر.
هي الرياضة بكل ما تعني من حياة وهو الأمل بالقادم من العمل.
أنزلت الستارة على مشاركتنا لكن الستارة أعطتنا هدية لأننا حاولنا واجتهدنا ولأننا وصلنا ولأننا أخفقنا فكانت الهدية ميدالية برونزية بحجم كل الميداليات لأنها أتت في الزمان والمكان المناسبين ولأنها رياضة صعبة ولأنها الأولى في تاريخ رفع الأثقال.
لقد أحرزنا سابقا في المسابقة ذهبا في ألعاب القوى وأحرزنا فضة في الملاكمة، لكن في رفع الأثقال هي ميداليتنا الأولى ولن تكون الأخيرة جاءت برونزية لأن لاعبنا البطل تحامل على نفسه وكبر على آلامه وهو المصاب بإحدى ذراعيه وكتفه وعض على الجرح ودخل المنافسة بعزيمة لا تلين وقال الكلمة الفصل وأحرز البرونزية ولو لم يكن مصابا لنافس على الميداليات الأكثر بريقاً ولونا هي عزيمة الرجال تجلت في الأسعد الذي أسعد الجميع بما حققه وكان الرد سريعاً من القيادة الرياضية فتم الإعلان عن مكافأة أولية تقديرية بقيمة ٢٥ مليون ومثلها لمدربه وشقيقه قيس الأسعد.
مبارك لسورية هذا الانجاز ومبارك للرياضة السورية ومبارك لشعب سورية هذا الانجاز.
تحية تملأ سماءنا وفضائنا لبطلنا الأسعد الذي وعد ووفى وأسعدنا، وكل دورة والرياضيون بألف خير وكل دورة ووطننا مرفرف علمه معزوف نشيده.
عبيــر يوسف علــي a.bir alee @gmail.com