أخيراً نجح ليونيل ميسي في إسكات المنتقدين وهو الذي لم يكن بحاجة لذلك عندما قاد منتخب التانغو للفوز على البرازيل في نهائي النسخة السابعة والأربعين لكوبا أميركا، بيد أن المتشدقين طاردوه طويلاً بسؤال:
ميسي برشلونة مختلف عن ميسي الأرجنتين، وكثرة الألقاب الفردية والجماعية على صعيد النادي لا تشفع له في ميزان النقد الفني.
لكن هذه المرة ضرب ليو عدة عصافير بحجر واحد..
أولاً ثأر لنفسه من خسارة نهائي المونديال على الأرض البرازيلية نفسها.
وثانياً جاء اللقب على حساب الخصم التقليدي العدو اللدود منتخب البرازيل.
وثالثاً استحق نجومية البطولة فأحرز كرتها الذهبية لأفضل لاعب عن جدارة واستحقاق.
ورابعاً انفرد بلقب هدافيها برصيد أربعة أهداف، وفوق ذلك بات عميد لاعبي البطولة تاريخياً بأربع وثلاثين مباراة.
فرحة ميسي لا تحدها حدود عند إعلان صافرة النهاية بعد لحظات من إهدار فرصة ذهبية لا يصح أن تضيع مع غروب شمس المباراة، وكأن جبل جليد أزيل عن جسده المثخن بجراح الخيبات مع المنتخب، الخيبات التي كان معظمها لسوء الحظ، وهل هناك أدل على ذلك أكثر من الخسارة مرتين بركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي القارة 2015 ثم 2016.
ليونيل ميسي بات الآن على بعد لقب واحد كي ينفرد بميزة لاعب كل العصور، الميزة التي يتغنى بها عاشقو بيليه ومحبو مارادونا، وهي أن النجمين سالفي الذكر اللذين تنازعا على أسطورة القرن العشرين أحرزا لقب كأس العالم، البطولة التي ينظر إليها الكثيرون على أنها ميزان النقد الحقيقي، البطولة التي تنقص خزائن النجم الأرجنتيني، وفرصته الأخيرة ستكون في قطر بعد سبعة عشر شهراً بالتمام والكمال.
ما شاههدناه من أدوات بيد المدرب سكالوني تعطي فسحة أمل كبيرة لميسي ورفاقه في النسخة المقبلة، فإما نجاح إضافي يختم به ميسي كرة القدم، وإما إخفاق يجعل خزائنه ناقصة شيئاً مهما.
محمود قرقورا