هل أخطأ رئيس اتحاد الكرة صلاح رمضان عندما سحب شيئاً من حضوره المطلوب، في فضاء القبة، لمصلحة آخرين بظلال تفتقد شيئاً غير قليل من الخبرة ومعرفة اللعبة وأسرار إدارتها..؟!
ألا يتحمل قسطاً لا يستهان به من تبعات بعض القرارات التي أثارت جدلاً مشهوداً في حينها؟!
كثيراً ما تحدث أبو الطيب عن قرارات دور منقوص ومحدود بسبب سحب المكتب التنفيذي للقرار المالي من أيدي المعنيين تحت القبة، ومع ذلك كانت الأمور تجري بحسابات مركبة، فهل كان الأمر مجرد حديث للتفريغ العاطفي، كما أشرنا سابقاً، وأن في الأمر توافقاً متفقاً عليه مثلاً؟! سأترك الإجابة لتقديركم.
شخصياً لا أجد مبررات للشك في نوايا أبي الطيب، وأعتقد أنه قدّم ما سمحت له الظروف بتقديمه، بكل ما انطوت عليه من إشكاليات، لكن أيضاً لا أجد مبررات مقنعة كثيراً لما حدث أو تمت الموافقة عليه بطريقة أو أخرى لا سيما أن الرمضان أكثر خبرة وحضوراً .
نعم يمكن لنا أن نتفهم مجموعة العوامل التي كانت تحيط بعمل اتحاد الكرة باعتباره موضع الإثارة الإعلامية والعيون المفتوحة على اتساعها تركز عليه، ولكن ليس من المقبول ترك الأمر للأقل خبرة إلا إذا..؟
اليوم يصل اللعب بالبيضة والحجر إلى أقصى حدود المهارة التي يمتلكها بعض اللاعبين الساعين لرسم المسارات بغية تحديد الخطوط ومعالم أسماء بعينها وتجنب أخرى إذا وجدوا لذلك سبيلاً، حيث يبدو العمل متواصلاً على ذلك، وهنا نسأل: هل حدث ذلك سابقاً، وبالتالي هناك من يبرر مثل هذه المخاوف؟!
لا نجد ضرورة للإجابة، المعروف كثير من تفاصيلها، لأن أهل الدار أدرى بشعابه وزواريبه وحجارته والبحرة الصغيرة التي لا تخفي كثيراً أو طويلاً..!!
في تقديرنا، ورغم الملاحظات التي لم تنقطع على أداء اتحاد الكرة الحالي، أو السابق إذا شئتم، وعلى أداء رئيسه إلا أننا أمام وقائع تثير الجدل بشدة، فقد قدّم الرجل ما كان مقدراً له أن يمضي به ضمن حدود معينة، وهو أمر ليس إيجابياً بالمطلق، لكن السؤال أيضاً يجب أن يوجّه لمن عمل على خلق مثل تلك الأجواء داخل اتحاد الكرة.. ويبقى ان المطالبة باتحاد منسجم وقوي مسألة على جانب كبير من الاهمية.؟!
بالطبع الأهم من كل ذلك مستقبل الكرة السورية، فهل سنرى اتحاداً قادماً ينهض بالعبء الكروي بما يحقق الطموحات حتى لا نترحم على ما سبقه .. وهو ما نتمناه؟!
حقيقة ما حدث كان ذا طابع تركيبي ليس من السهل الحسم به، والبحث عن رؤية جديدة واتحاد قوي ومنسجم يبقى مطلباً مشروعاً إذا كانت الغاية كذلك فعلاً.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com