صوت الموقف:على حافّة الهاوية

بعد سلسلة الخيبات والتجاوزات والمشكلات التي عاشتها كرة القدم السورية خلال الفترة الماضية بدءً من فشل المنتخبات الوطنية بكل فئاتها في التصفيات الآسيوية، وخروج منتخبنا الوطني من التصفيات المونديالية تحت وطأة مشكلات إدارية، وسوء إدارة فنية، وتصفية حسابات شخصية، مروراً باستقالة مجلس اتحاد كرة القدم الذي يتحمل مسؤولية كبيرة لما آلت إليه أجواء كرتنا، وصولاً للجنة مؤقتة ضاعفت من مأزق كرتنا وعمّقت جراحها بل أوصلتها للدرك الأسفل.


اتحاد عاث فساداً في كرتنا، منتخبات، ومسابقات محلية، واستقالات دون حسيب أو رقيب، ولجنة مؤقتة جلّ همها السفر وتمديد عمرها بحثاً عن مكاسب إضافية، ولجان افتقدت للخبرة والحزم أوجدوا مناخاً ليس بجديد على كرتنا لناحية ضعف مجالس الاتحادات كنتيجة طبيعية للتكتيك الانتخابي، والجهل الإداري، وشبهة التقصير والتجاوزات، وتحميل تقصير الأندية على شماعة أخطاء الحكام، وعدم ثباث واحترام الروزنامة، أما اليوم فالمناخ سوداوي ويشي بما هو أسوأ.‏


اللعب على حافة الهاوية خطير وكارثي، والمغامرة في استمرار هذه الحال هي مقامرة غير محسوبة العواقب، وما شهدناه بالأمس وسمعناه من تصريح لرئيس نادي الوحدة الذي عاد واعتذر في وقت متأخر عن تصريحاته يضع القيادة الرياضية أولاً واللجنة المؤقتة « منتهية الصلاحية « أمام مسؤولياتهم لوضع حدّ لحالة الفلتان، وقلة الانضباط الرياضي وغير الرياضي الذي يضرب كرتنا وأنديتنا.‏


كرة القدم هي واجهة الرياضة، ومصير المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام وفق التجارب السابقة متعلق بشكل حيوي باتحاد الكرة، ونتاج منتخباته الوطنية ومسابقاته المحلية، وقياساً بما جرى هذا الموسم من خروقات وتجاوزات وسقوط ذريع لثقافة ومنطق الرياضة القائم على الفوز والخسارة، ولمعرفة أصحاب القرار الرياضي أن حقبة الاتحاد المستقيل واللجنة الحالية وكواليسهما كفيلة بضرب جسد كرتنا وشل حركتها وتهيئة مناخ مناسب للطفيليين والفاسدين للعبث فيما تبقى منها، لذا فإن ما جرى خلال مرحلتي دوري كرة «اللاممتاز» السابقتين يدفعنا لدق ناقوس الخطر والمطالبة بمحاسبة المقصرين والفاسدين، وإجراء مكاشفة صريحة وعاجلة تبدأ بدعوة المعنيين بكرة القدم (لجنة مؤقتة ولجان رئيسية ورؤساء أندية ) لاجتماع عاجل فالجو العام الرياضي تجاوز الخطوط الحمراء والجميع يلعب على حافة الهاوية والاستمرار يعني السقوط ولا شيء آخر.‏


بشار محمد‏


Basharn79@gmail.com‏

المزيد..