صوت الموقف:المطالبة بعدالة رياضيّة

تتعالى الأصوات من هنا وهناك بحثاً عن عدالة تفتقدها رياضتنا الوطنيّة في الآونة الأخيرة بشكل واضح على الرغم من وجود مسلّمات تحتكم لها رياضتنا في مقاربة معايير أو مفاهيم أو حتى مصطلح العدالة فرضتها ظروف موضوعية ذاتية، وأخرى خارجة عن إرادة المعنيين بالشأن الرياضي.


اعتدنا سماع أصوات تطالب بتعميم تجربة الاحتراف على اتحادات ألعاب جديدة أسوة بلعبتي القدم والسلة، وألفنا أيضاً مطالبات بتوجيه حزم الدعم والاهتمام لباقي الألعاب الرياضيّة مقارنة بالاهتمام الذي تلقاه كرتا القدم والسلة، ونعلم حجم المتابعة الجماهيرية والإعلامية لدوريات ومسابقات وأخبار القدم والسلة، وهذا واقع الحال في معظم الأوساط الرياضيّة العربية والعالمية فرضتها جماهيرية اللعبتين، وشغف الجمهور بهاتين المستديرتين، على الرغم من محدودية إنجازاتهما عربياً وقاريّاً بالنسبة لمعايير الإنجاز الرياضي التي ترجّح كفّة الألعاب الفردية، وألعاب القوة لطرق باب العالمية والأولمبياد.‏


الجديد اليوم حالة الامتعاض والتذمّر التي تصلنا من اتحادات اليد والطائرة والريشة الطائرة وغيرها من الاتحادات لناحية إفراط اتحاد كرة السلة ببسط سيطرته المطلقة على الصالات الرياضية المركزية، وتطلّعه لصالات جديدة، بل لمطارح استثمارية جديدة، في جو من إظهار القوة والنفوذ لوضع اليد على صالات التدريب، وإقامة المعسكرات «المكلفة»، وحجز الجزء الأكبر من القطع الأجنبي لنشاطات الاتحاد «المدلل» كما يوصف في معظم الجلسات المغلقة.‏


اتحادات ألعاب تقف عاجزة عن تأمين صالة بل تطالب بمنحها حقها بالمعايير ذاتها التي يتفنّن اتحاد السلة بانتهاجها لكسب المزيد من المزايا التي بلغت حدّ سحب البساط حتى عن اللعبة الشعبية الأولى لعدم قدرتها على تحقيق ما يجعلها في طليعة الهمّ والاهتمام.‏


الطرح الحالي للاتحادات له ما يبرره، ولاتحاد السلة أيضاً مسوّغاته التي دأب على ذكرها مطالباً الآخرين بالعمل لينعموا بالدلال، بل أكثر من ذلك «جماعة السلة» استطاعوا خلق فرص لتأمين مال وإدارة ذاتية لموارده ليكون منتجاً غير مستهلك كباقي الاتحادات حسب زعمهم، ما يدفع الأمور إلى صدام لا نعتقده بعيداً بل قريباً وفقاً لسيناريو التمدد الجغرافي والمالي والإنشائي والإعلامي والسلطوي للاتحاد «المدلل».‏


الأصوات وصلتنا وهي حاضرة في أروقة الاتحاد الرياضي العام، ومكاتبه، ما يجعلها تطرب باب المعنيين لسماعها، والإجابة عليها، وسحب فتيل أزمة موجودة تتفاقم بوتيرة متسارعة ووضع النقاط على الحروف وتبيان مفهوم العدالة الرياضيّة المنشودة.‏


بشار محمد‏


Basharn79@gmail.com‏

المزيد..