نجحت اتحادات الألعاب الرياضية باعتلاء منصات التتويج في عدد من البطولات العربية بل استطاعت أن تعيد البطولات العربية لملاعبنا وصالاتنا في تأكيد لعودة رياضتنا لموقعها العربي المتميز لجهة تنظيم البطولات واللقاءات العربية
وآخرها منذ يومين باستضافة اتحاد ألعاب القوى لبطولة «شامنا» الدولية بنسختها الأولى ونجاح اتحاد المصارعة بفرض عضويته انتخابياً في الاتحاد العربي على هامش بطولة الناشئين والشباب التي استضافتها السعودية والتي شهدت اعتلاء مصارعينا لمنصات التتويج وتزامن ذلك مع نتائج جيدة لمنتخب كرة الطاولة في العراق وتونس وتقدم على التصنيف العالمي للاعبين في هذه اللعبة كذلك اتحاد الكيك بوكسينغ والشطرنج والجودو والكاراتيه الذي يواظب على تنظيم لائق لبطولاته وأنشطته .
الغاية من قولنا ليس حسن التنظيم ولا عدد المشاركات العربية ولا تنفيذ روزنامة النشاط الداخلي بالنسبة للاتحادات أو إحصاء عدد اللاعبين وتبيان من يعمل من الاتحادات ومن يكتفي بدور التنظير والوقوف على أطلال نتائج سابقة والتغني ببطولات ودورات بل نغمز صراحة للمعيار الحقيقي التنافسي الذي تحتكم له القيادة الرياضية في تقييمها ونظرتها اليوم للحراك الرياضي.
المعيار يتلخص بميدالية أو رقم في دورة عربية أو دورة آسيوية أو كأس عالم وغير ذلك مما كنا نسمعه من البعض عن ميدالية ببطولة عربية أو مركز ببطولة آسيوية فهو حديث للاستهلاك والتباهي الفارغ الذي لا يسمن من جوع.
بطولات الجمهورية للألعاب المختلفة والمعسكرات التي تعدها اتحادات الالعاب لتنفيذ روزنامة نشاطها وتحضيراتها لا تتعدى التفكير بتحصيل بطولة الجمهورية أو الكأس والتغني بميدالية عربية في بطولة ما أو ميدالية بسباق أو تظاهرة آسيوية وهذا صراحة موجود ومعمول به بل نسمعه على لسان المعنيين باتحادات الألعاب وحين تدق ساعة الحقيقة بمشاركة رسمية في دورة عربية أو آسيوية أو حتى تصفيات مؤهلة لكأس عالم أو أولمبياد تسقط ورقة التوت وتتكشف حقيقة عملنا الرياضي ونظرتنا القاصرة فالتخطيط الحالي وأفق العمل لا يمكن أن يخلق رياضة تنافسية حقيقية وستبقى رياضتنا بعيدة عن المعيار التنافسي الكفيل بتغير ذهنية القائمين على رياضتنا والكيفية التي من خلالها يتم التخطيط لبلوغ منصات التتويج العربية والآسيوية والعالمية.
الفرصة مواتية مع بداية الموسم الرياضي لعقد ورشة عمل وطنية تناقش المعيار التنافسي والسبل الكفيلة لبلوغه والإمكانيات المطلوبة لذلك وتحديد ألعاب استراتيجية نستطيع من خلالها تحقيق هذا المعيار على أمل تغيير الواقع الرياضي الحالي عملياً وفنياً واستراتيجياً بعيداً عن الحسابات الضيقة والمشاريع الواهمة والأحلام الوردية.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com