لم يستطع اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم تبديد المخاوف حول مستقبل كرتنا الوطنية بل على العكس تماماً ساهم الهرج والمرج الذي ساد الاجتماع في رسم مشهد ضبابي صادم حول قادمات الأيام بالنسبة لانتخابات مجلس اتحاد جديد يدير شؤون الكرة السورية التي تمر بأسوأ ظروفها حالياً.
صحيح أن اللجنة المؤقتة نجحت بتمرير النظام الأساسي والتعليمات الانتخابية وأقنعت الحضور أن سلطة الفيفا فرضت بعض التعديلات ولو بعصاها الغليظة نتيجة مراسلات وتعديلات تم إرسالها من اللجنة المؤقتة لكن الأصح أن اللجنة المذكورة هي من عدلت وراسلت ومن ثم عرضت التعديلات على اللجنة الأولمبية التي شكلت لجنة منها لدراسة التعديلات المقترحة بل أدخلت بعض التعديلات والمؤقتة هي من رسمت كل هذا المسار المعقد وفق سيناريو مسبق غايته تأكيد إجراءات اللجنة المؤقتة وصوابيتها على حد زعمها وإطالة عمرها وصولاً إلى نظام أساسي نثق أنها صاغته مناسباً لطموحات بعضها ووفق إيحاءات من هنا وإشارات من هناك.
التعديلات تم إقرارها ورفع عدد أعضاء المجلس إلى أحد عشر وشرط الشهادة اعتمد ومنصب الرئاسة دون قيد جغرافي شرط الإقامة بدمشق بعد الانتخاب والكثير من البنود التي تم تمريرها وسط اعتراضات ومداخلات كادت أن تفجر الجلسة في أي لحظة في مشهد يؤسس لمرحلة غير منتظرة فالواقع الكروي يتطلب رؤية واضحة وخطة واقعية حقيقية ومكاشفة ومحاسبة حتمية للبدء برأب الصدع الموجود كروياً وبناء الثقة بمستقبل أفضل فنياً وإدارياً ومادياً.
الانتخابات القادمة لن تكون عادية والإفراط بالثقة بإمكانية تمريرها كما مرّ النظام الأساسي وتعليماتها وهم اعتاد الممسكون بخيوط اللعبة الانتخابية إدارته بما يحقق غايتهم لكنها هذه المرة مختلفة والتكتيكات التي نسمع عنها تشي بأننا ماضون لمأزق جديد لن تكون تداعياته داخل قبة الفيحاء فقط.
هي دعوة لقراءة متأنية لكواليس ومجريات الجمعية العمومية ولواقع أنديتنا الممارسة للعبة مع لفت الانتباه لواقع منتخبنا الوطني الذي يحتاج لجلسة مكاشفة مسؤولة جدية وإعادة ضبط البوصلة على المسار الصحيح.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com