بعد إخفاق المنتخب الوطني لكرة القدم بتقديم صورة مشرّفة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢ والخروج منها بخيبة الأداء والنتيجة تأجلت منطقياً أحلام بلوغ المونديال العالمي لاعتبارات موضوعية تجعل من هذا الهدف حلماً مستحيلاً.
إخفاق فني غير مسبوق لمنتخباتنا الوطنية بفئاتها المختلفة وتخبط إداري وفني واتحادات لا تكمل دورتها الانتخابية ولجان مؤقتة تحيد عن هدفها وغياب مقومات الكرة الحديثة عن أجندة من يدخل قبة الفيحاء الكروية جميعها باتت سمة واقع كرتنا دون أن ينجح المعنيون بوضع حد لحالة انهيار عمل منظومة كرة القدم والسبب غياب المساءلة والمحاسبة.
والسؤال كيف يمكن أن ننتظر تحقيق هدف بلوغ المونديال أو تكرار خوض الملحق الآسيوي من اتحاد لم يعمل لتحقيق هذا الهدف ولا يعنينه ذلك بل كانت الغاية مصالح آنية وتصفية حسابات أوصلتنا لما نحن عليه الآن من انكسار وخيبة.
الاتحاد المستقيل أنفق الملايين بالعملة الصعبة سفراً وترفاً وتعاقدات فنية بمثابة صفقات وحجوزات طيران وإقامات فنادق أوصلت خزينة اتحاد الكرة للإفلاس بل لا تملك اللجنة المؤقتة إمكانية تسديد قيمة تعاقدات موظفي الاتحاد.
اتحاد أورثنا أرقاماً قياسية بتبديل الأجهزة الفنية والإدارية وبوأد روح التحدي والعزيمة التي كانت ميزة منتخباتنا وحرمنا فرصة لن تعوّض وخسرنا جيلاً يصعب تكراره في القريب ودفعنا من جديد لمرحلة القيادة المؤقتة لكرتنا والتي على ما يبدو بدأت تفكر بأنها غير ذلك وتسعى لإطالة الأمد.
الاتحاد المستقيل المفلس مالياً وفنياً غادر المشهد الكروي تاركاً آثار عبثه تركة ثقيلة يصعب على القادمين حملها وعلى المعنيين اليوم في اللجنة المؤقتة لمجلس الاتحاد أن يكشفوا بالأرقام حجم الإنفاق والهدر خلال مرحلة الاتحاد التي أوصلته لحالة العجز بل العوز المالي وتقدم بياناً واضحاً بذلك وعلى أصحاب القرار اتخاذ ما يلزم ووضع النقاط على الحروف وغير ذلك سيتكرر المشهد بالانتخابات القادمة وتبقى كرتنا ضحيّة غياب محاسبة المقصّرين والعابثين والمفلسين.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com