تعود أخبار كرة القدم لتحتلّ المساحة الأكبر من الاهتمام في الأوساط الرياضيّة التي انشغلت إلى حدّ ما بمشاركة ملاكمينا في البطولة الآسيوية للناشئين والشباب في الأردن، وبنتائج منتخبنا الوطني لكرة السلة في النافذة الثانية من التصفيات المونديالية، وبنسبة أقل بمشاركة منتخبنا للسنوكر في بطولة العالم المقامة في قطر، وبمتابعة رتيبة تقليديّة للنشاط المحلّيّ المتمثّل ببطولات اتحادات ألعاب القوة وألعاب الكرات.
العودة إلى الواجهة من جديد يفرضها أكثر من حدث في عالم المستديرة المجنونة أولها الدعوة المرتقبة للمنتخب الوطني للرجال بكرة القدم بعد أيام للكشف عن القائمة الرئيسية للمنتخب التي ستخوض مباراتي لبنان والعراق، وما تفرضه نتائج الجولتين المتبقيتين من عمر التصفيات التي غادرناها بخيبة غير مسبوقة وخاصة مباراة لبنان.
ويضاف لمشهد العودة اللقاء المنتظر لفريق الجيش أمام مستضيفه التعاون السعودي لحساب ملحق دوري ابطال آسيا المسابقة الأهم في القارة.
ويتمثّل المشهد الأهم بانعقاد الجمعية العموميّة لاتحاد كرة القدم الأربعاء القادم للتصويت على النظام الأساسي لاتحاد الكرة والتعليمات الانتخابية والتعديلات التي أدخلتها اللجنة المنبثقة من اللجنة الأولمبية السورية على النظام، والتعليمات المرسلة للاتحاد الدولي ليصار لاعتمادها أصولاً وإقرار التعديلات التي برّرتها اللجنة بالضرورية.
كرة القدم إلى الواجهة تفرضها منافسات الدوري الممتاز أيضاً في ظل الواقع الخطير الذي يعيشه نادي الاتحاد أهلي حلب والقلعة الحمراء كما يحلو لعشاقه تسميته والتي تفرض خطوات عاجلة واستثنائية تنهض بالفريق الأول وتعيده لموقعه اللائق في خارطة الكرة والرياضة الوطنية وغير ذلك، فهو ضرب العمق الحيوي لبنية الكرة السورية، وخطأ لم ولن يغفره التاريخ لأحد.
كرتنا الوطنية تحت المجهر سواء على مستوى المنتخب، وروزنامة النشاط التنافسي الداخلي، ومحطته التنظيمية القانونية، والشرعية المرتقبة، والاستحقاق الخارجي، جميعها تحتم صحوة ضمير، وعملاً مسؤولاً وتغليباً للمصلحة العليا كل حسب موقعه ودوره، وخاصة أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد بالنظر لحساسية وخطورة المرحلة الحالية المفصلية التي سيتقرّر خلالها مصير كرتنا وتتضح معها ملامح إمكانية بث الحياة فيها «أندية ومنتخبات ورؤية تنظيمية احترافية متطورة».
بشار محمد
Basharn79@gmail.com