انقضت ثلاث مراحل من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وجاءت الصدارة لمصلحة توتنهام بعلامة كاملة وشباك نظيفة خلافاً للتوقعات، وكأن المدرب البرتغالي سانتو كلمة السر في الصدارة بعد الفوز على مانشستر سيتي في جولة الافتتاح ثم على وولفرهامبتون وأخيراً على واتفورد، وصدارة توتنهام بدت مفاجئة للكثيرين على هامش التخبط الذي أحاط بالفريق قبل انطلاق الدوري بسبب الزوبعة التي سببها هاري كين الذي كان يرغب بالرحيل.
من ينظر إلى الدوري في المراحل الثلاث السابقة يتنبأ أن الدوري يدور في فلك الأندية الأربعة المرشحة قبل بداية الموسم السيتي واليونايتد وتشيلسي وليفربول اضافة لتوتنهام.
فالسيتي حافظ على مدربه وعناصره البارزة وكسب ود غريلتش لاعب أستون فيلا، وصحيح أنه خسر أمام توتنهام في افتتاح الدوري لكنه تدارك الموقف بخماسيتين نظيفتين أمام نوريتش ثم ارسنال، ومعلوم أن غوارديولا من المدربين القادرين على إيجاد المخرج لأي مباراة مع بقاء الحارس إيدرسون وقائد الوسط البلجيكي دي بروين مع غوندوغان والدفاع المتين ميندي واستونز وولكر، والهجوم المدمر رغم عدم وجود المهاجم الصريح بمستوى عالمي، ولكن توريس وخيسوس وسترلينغ ومحرز يمتلكون الحلول لبعثرة أي دفاع.
تشيلسي بطل القارة بدأ بقوة عندما روض جاره كريستال بالاس بثلاثية نظيفة ثم هزم جاره أرسنال بعقر داره، ثم خرج بأخف الأضرار من المغطس الساخن بمواجهة ليفربول في معقله أنفيلد عندما فرض عليه التعادل بهدف لهدف رغم لعب الشوط الثاني كاملاً بعشرة لاعبين، ومعلوم أن المدرب توخيل الذي اختير أفضل مدرب في القارة العجوز تعاقد مع المهاجم البلجيكي لوكاكو ليعطي إضافة وقوة للنادي اللندني فوق قوته، ولا خلاف أن الفريق يمتلك عباقرة في جميع المراكز بدايةً من حارس المرمى إيدوارد ميندي ثم المدافعين أزبيلكويتا وألونسو ورودريجر وكريستنيسين ولا نتجاهل لاعبي الوسط جورجينيو وهافيرتيز وبوليستش وكانتي والمهاجم فيرنر، وبناءً عليه فإن استعادة اللقب بعد زعامة القارة أمر جوهري ومتوقع.
مانشستر يونايتد قام بصفقة غير متوقعة عندما أعاد لاعبه كريستيانو رونالدو أملاً باستعادة زعامة البريميرليغ التي ضاعت بعد تقاعد السير فيرغسون، وكريستيانو من اللاعبين الذين يحققون معدلاً عالياً من التهديف يفوق العشرين هدفاً وهذا ما يبحث عنه المدرب النرويجي سولسكيار.
اليونايتد بدأ بفوز عريض على ليدز يونايتد بخمسة أهداف لهدف ثم تعادل مع ساوثمبتون 1/1 وحقق فوزاً صعباً على وولفرهامبتون بهدف يزن ذهباً خلافاً لمجريات المباراة التي كان بطلها الحارس العائد إلى مستواه دي خيا، ولا شك أن قوة اليونايتد خارج أرضه مستمرة بتحقيقه رقماً قياسياً غير مسبوق عندما أنجز المباراة الثامنة والعشرين على التوالي دون خسارة، ومع امتلاك الحارس القوي والدفاع المتين بقيادة ماغوير أغلى مدافع في العالم ولآلئ لا يستهان بها في منتصف الملعب أمثال بوغبا وماتيتش وغرينوود، والمهاجمين راشفورد ومارسيال فإن الفريق بات يمتلك الطموح لاستعادة العرش.
أما ليفربول الذي لم يقم سوى بتعاقد في عمق الدفاع رداً على الإصابات الكثيرة التي ضربت الخط الخلفي في الموسم المنصرم، والمتمثلة بالمدافع إبراهيما كوناتي من نادي لايبزيغ الألماني، فإن المدرب يورغن كلوب عمل على تجديد عقود اللاعبين البارزين أمثال المدافع الهولندي فان دايك العائد من الإصابة والظهير العصري أرنولد والظهير الأيسر روبيرتسون وقائد الفريق هندرسون ومع بقاء رباعي الهجوم ماني وصلاح وفيرمينيو وغوتا فإن الإيمان بالقدرات أمر طبيعي، ولكن المشكلات ستحيط بالفريق عندما يحين موعد بطولة كأس الأمم الإفريقية.
اما توتنهام المتصدر فيضم عناصر بارزة ولكن إصابة أي من هاري كين أو سون هيونغ مين ستصيب الفريق بمقتل وهنا الرهان على المدرب سانتو الذي بدأ بشكل واعد.