يقول كثيرون ويؤكدون على قول مدرب منتخبنا الأول لكرة القدم السابق ( المعلول): إن الدوري السوري الممتاز ضعيف وأن اللاعبين السوريين لا يستطيعون تحمل التدريبات القوية وبالتالي هم لا يستطيعون اللعب في المنتخب حين تتم دعوتهم لمبارتين في خمس أيام
هذا الكلام إلى حد ما يمكن قبوله فالدوري في بلادنا ضعيف وهذا لا يخفى على أحد ولكن لهذا الضعف أسبابه وحين تزول هذه الأسباب سيكون دورينا كما كان سابقاً في بلدنا قوياً ومن أفضل الدوريات حيث كنا سابقاً نتعاقد مع لاعبين محترفين من كل بلاد الدنيا وكان لهؤلاء المحترفين الدور البارز في ارتفاع المستوى الفني للاعبينا ولفرقهم أما الآن فكل شيء يبدو للعيان مكرراً حيث الأندية لم تعد تعتمد على أبنائها وحيث اللاعب الجاهز هو المطلوب، وهذا اللاعب لا يوقع لأكثر من موسم وهكذا تدور الدائرة وتبقى الأندية تراوح في المكان لأن اللاعبين الذين يلعبون للأندية هذا الموسم ستراهم موزعين من جديد كل موسم وهذا يلغي أهم مبادىء التطور وهو الاستقرار الفني، فالأندية كل عام لها فرق جديدة والفريق حتى يصل إلى المستوى المطلوب يكون الدوري قد انتهى ويعود الدولاب للدوران من جديد وهذه هي القصة عدم الاستقرار وما ينطبق على اللاعبين ينطبق على المدربين فالمدربون يتنقلون كل موسم من نادي إلى آخر حتى في الموسم الواحد نراهم يتبادلون المواقع كل في نادي جديد فكيف يأتي الاستقرار ويتم تنفيذ الخطط التدريبية وعلى هذا الأساس يتوه المدربون واللاعبون ولأننا نبحث عن اللاعب الجاهز يضيع الشبان الصاعدون وما المدارس الصيفية التي تقام في الأندية كل عام إلا صورة كاريكاتورية ونشاط لا يقدم ولا يؤخر، لأنه لا يقدم لنا مواهب ولأن هذه المدارس لا يعمل بها مدربون أخصائيون للارتقاء وثقل المهارات فالحالة إذاً فوضى ضمن فوضى ويضاف إلى ذلك التغيير المتلاحق لإدارات الأندية وهذا أيضا من عدم الاستقرار، ويضاف أيضا ضعف الإمكانات المادية التي تؤثر بشكل أو بآخر على الارتقاء بالمستوى وحكاية كل موسم حين يبدأ الدوري تتكرر فأندية لا مال عندها وأندية لا تبحث عن لاعبين والأسعار غالية، وأندية تريد مدربين على مستوى عالي ولا تستطيع ذلك وهكذا تدور كرة القدم في حلقات ضعيفة تنتج ضعفا في المباريات الرسمية تؤثر قولا وفعلا على سوية المنتخبات الوطنية.
أيها السادة! حين نهضت كرة القدم في بلدنا بشكل لافت كان ذلك حين قرر الاتحاد المعني أن يكون الصعود والهبوط من درجة إلى درجة أدنى أو أعلى متعلق بالفئات العمرية كلها أي يقام دوري للناشئين ودوري للشباب ودوري للرجال وتجمع النقاط للفئات الثلاثة ويهبط من يقبع في آخر الجدول، هذا الأمر دفع الأندية للاعتناء بالقواعد والبحث عن المواهب التي تكسبها نقاطا ترشحها للبطولة وتحميها من الهبوط فهل العودة إلى مثل هذا النظام في اللعب صعب قد يقول قائل لا يطبق هذا على الفرق المحترفة ونقول أين هذا الاحتراف الذي نراه فهل الاحتراف يساهم في ضعف المستوى إذا كان كذلك فبئس هذا الاحتراف الذي نمارسه.
عبيــر يوسف علــي a.bir alee
“>@gmail.com