الموقف الرياضي:طرحت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها منتخبنا الوطني الأول أمام الصين وحالة الانهيار التي أصابت الفريق، مسألة الصلابة الذهنية للاعبين وقدرتهم على التفاعل الإيجابي مع مجريات المباراة والقدرة على استعادة القدرة على المنافسة وتفادي تلقي الأهداف الجديدة.
وأعاد سيناريو التطور المذهل لأحداثها بقبول مرمى منتخبنا لأهداف متتالية في فترة زمنية قصيرة من اللقاء إلى الأذهان العديد من السيناريوهات المماثلة في العديد من المباريات على المستويين المحلي أو القاري أو الدولي على غرار الخسارة الثقيلة التي تلقاها مرمى منتخبنا الوطني وأنديتنا المحترفة في المشاركات الخارجية…
الإعداد الذهني
وفيما يشدد بعض المحللين والنقاد الرياضيين على أهمية استعانة الأندية والمنتخبات لمتخصصين في الإعداد الذهني أو العلاج النفسي لتهيئة الرياضيين والمتنافسين في مختلف الألعاب وتحفيزهم لتقديم أفضل مستوياتهم، يرى البعض الآخر أن المدرب والجهاز الفني والطاقم الإداري العامل معه قادرون على القيام بهذه المهمة.
وان الأندية والمنتخبات لا تحتاج إلى متخصصين في الإعداد الذهني أو أخصائيين نفسيين لمساعدة اللاعبين على التفاعل مع مختلف الأحداث التي ترتبط بنتائج الفريق أو بالمستويات التي يقدمونها خلالها، لأن الإعداد الذي يحتاجه اللاعبون في هذا الجانب هي جزء من عمل الفرق الفنية والإدارية للأندية وأنها جزء من التدريبات التي يجريها اللاعبون.
وان المفروض من الطاقم الفني لأي فريق أو منتخب الذي يتكون من عدة أفراد يقوم بالعمل الذهني أو النفسي الذي يحتاجه اللاعبون ضمن الحصص التدريبية التي يشرفون عليها وان التوصيات التي يسدونها لهم لتحفيزهم أو حثهم لزيادة الأداء أو تحسين المردود تتم ضمن التدريبات وليس في جلسات منفردة يقوم بها أخصائي في الإعداد الذهني أو العلاج النفسي…
قوة نفسية
وان النادي او المنتخب عندما يصنع الفرص لتسجيل الأهداف وتضيع كانت هناك حسرة على ضياعها جميعا ولكن اللاعبين لديهم من القوة النفسية والذهنية للعودة مجددا لتحقيق نسب عالية من التجسيد للفرص وهو ما ظهر في مباريات عديدة سابقة التي سجلنا فيها.
وان لاعبي الأندية والمنتخبات لم يحتاجوا إلى جلسات مع متخصصين في الإعداد الذهني أو النفسي للخروج من حالة الحسرة التي شعروا بها وعاشوها في المباريات لتلافيها في مباريات أخرى التي تلتها ولكن الأمر فقط تعلق بالتدريبات والعمل مع المدرب لإضفاء النجاعة اللازمة على الأداء العام للفريق…
ضرورة ملحة
وهناك من يفسر حالات الانهيار التي تحصل في بعض الاندية والمنتخبات التي تتعرض لهزائم عريضة في المباريات التي تلعبها إلى غياب الثقافة الرياضية الضرورية للتعاطي مع مختلف الوضعيات والتي تنص على ضرورة عدم الاستسلام والمثابرة بكل قوة إلى حدود الدقيقة الأخيرة للمباراة.
وان الانهيار لدى بعض الاندية المحترفة وفي المنتخبات الوطنية يجسد غياب الثقافة الرياضية الضرورية لدى اللاعبين لأن اللاعبين استسلموا للخسارة بعد قبول مرمى فريقهم لأي هدف من الممكن أن يسجل ولم يحاولوا تغيير مجرى اللقاء الذي يتطلب روحا معنوية عالية وثقافة مثابرة.
تجاوز الصعاب
ونرى في الأندية الأوروبية يقوم المعد الذهني والأخصائي النفسي بمهام كبيرة ويساعدان اللاعبين على تجاوز كل الصعوبات التي تعترضهم سواء داخل الملعب أو خارجه، ويقومان بدور الإرشاد والمرافقة لتخطي هذه المشاكل حتى يكون اللاعب في أفضل حالاته زمن المباريات ويقدم أداء يليق بالنادي وينافس به على الألقاب..
وان ظاهرة غياب الروح المعنوية الضرورية تكررت في العديد من المباريات في دورينا خلال المواسم القليلة الماضية…
ويجب على الاندية ضرورة الاستعانة بمتخصصين في الإعداد الذهني والنفسي لدورهما الكبير في تحقيق التوازن النفسي للاعبين والتعاطي مع مختلف الوضعيات وتعديل السلوك سواء خلال التدريبات أو المباريات أو في الحياة العامة.
لأن الاحتراف الكامل للأندية يقتضي الاستعانة بهؤلاء المتخصصين لتحقيق النجاعة اللازمة لأداء الفريق وتوفير كل ظروف النجاح المناسبة.
حساسية
ونجاح المعد الذهني أو الأخصائي النفسي في الأندية والمنتخبات بمدى تقبل اللاعبين لوجوده ضمن طاقم النادي والمنتخب لأن بعض اللاعبين يرفضون الإنصات إليهم بسبب الحساسية التي يمكن ان يحدثها وجودهم في الأندية.
وان العديد من اللاعبين يعتبرون المعد الذهني غير ضروري وعنصرا دخيلا على النادي او المنتخب ويفضلون الاجتماع في ما بينهم أو التحادث معا لحل كل الإشكالات النفسية أو الذهنية التي تحصل في الفريق أو لتحفيز بعضعهم البعض.
وماذا بعد؟
ان العديد من اللاعبين يفضلون التحدث والتفاعل مع بعضهم البعض لتجاوز كل المشاكل التي تطرأ على الفريق على مستوى النتائج أو الأداء أو حالات الانهيار التي تحصل على غرار ما حصل في العديد من المباريات لان اللاعبون يفرطون في الثقة في النفس في بعض الحالات وهذا الأمر ذهني أساسا، ونعتقد أن هذا الأمر حصل كثيرا وفي مرات عديدة فالإداريون في الأندية يمكن أن يقوموا بدور كبير لتخطي هذه الوضعيات مستقبلا عبر التحادث مع اللاعبين في اجتماع مغلق معهم ودون حضور المدرب للتعرف على مشاغلهم الحقيقية إن وجدت…