أحكم منتخب النسور قيادتهم لمركب الشوط الثاني في مواجهة المنتخب الأسترالي الكبير، ونجحوا في توجيه الدفة والمركب، فمخروا عباب «البحر» الأسترالي باقتدار،
ما فتح الباب على كثير من الإشارات والدلالات الهامة على مستوى إمكانيات اللاعبين ومقدرتهم على العطاء من أوسع نوافذ المواجهات الكروية لخطة تتطلب التصميم والقوة والحضور في درب الحلم المونديالي الكبير.
أعتقد أننا نتفق على أن المنتخب قدّم واحداً من أفضل – إن لم يكن الأفضل – الأشواط التي لعبها في التصفيات المونديالية، وقد باحت مجرياته ومفرداته بالكثير مما يمكن لنسورنا تقديمه فيما لو تناغمت المعطيات على الخط مع مثيلتها داخل الميدان… وهنا لابد من الإشارة إلى القراءة «الناجحة» إلى حد كبير، والتبديلات التي أثمرت فعلياً عن حيوية أدت إلى فرض سيطرة واضحة لمنتخبنا على الملعب، وقد أسهمت اللياقة البدنية والمخزون المميز من الطاقة والجهد في أداء سيبقى للذكرى من جهة، ونافذة واسعة للأمل من جهة ثانية، فما ينتظر المنتخب في سيدني سيكون أكثر مما شهدنا في لقاء الذهاب، وعطاء اللاعبين أثبت أن الإمكانية حاضرة لمنافسة مفتوحة على مختلف الاحتمالات، أقلها تقديم أداء رجولي يستحق التقدير والاحترام، وهنا يبرز السؤال الأهم عن إمكانية ذلك على مدار الشوطين ؟
حقيقة الجواب يتعلق برؤية الجهاز الفني، وتخطيطه لقيادة المنتخب عبر دقائق المباراة كاملة، وهو أمر يتعلق بحسابات كثيرة ومتعددة تزداد صعوبة مع حجم الغياب الذي نتمنى أن يتم تجاوزه في الإياب، حيث بات خط الدفاع الذي كان صخرة حقيقية مهدداً مع غياب المصري إضافة للصالح والميداني، وكذلك غياب المبيض في الوسط والخريبين في الهجوم بعد ثلاثة إنذارات، اثنان منها مجانيان…!
قد يكون هناك الكثير من الملاحظات وخاصة على خط الوسط في الشوط الأول ووقوع بعض اللاعبين بأخطاء ساذجة، منها كثرة صافرات التسلل على منتخبنا، لكن الأمر المطمئن نسبياً أننا قادرون على المقارعة من خلال التصميم والروح العالية والمهارات الفنية في حال تم توظيفها بالشكل الأنسب، كما حدث في الشوط الثاني بمواجهة الأسترالي الذي علينا أن نتجاوزه في أرضه وأمام جمهوره لنقطع خطوة أخرى في طريق مواصلة الحلم…
ثقتنا بنسورنا حاضرة والمهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة أيضاً…
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com