حقيقة لم أكن أنوي الحديث عن الشراكة الإعلامية التي لا يدخر الاتحاد الرياضي العام فرصة سانحة إلا «ويذكرنا» بها على اعتبار أنها من المسلمات في عرفه الإداري والعملي، وأنه لولا الإعلام لما تمت الإضاءة على إنجازات رياضتنا بالشكل المطلوب..؟!
أعود للقول: لم أكن أنوي لأنني منذ زمن – لابأس به – قد اجتزت مرحلة التجريب في ثنايا ونتائج هذا التصريح «الإعلامي والإعلاني» على أرض الواقع لأنه بقي كتفصيل في لوحة جدارية عابرة مهما بدت ثابتة على جدار هذا المفهوم المسمى «شراكة»..؟! لكن الحال الذي انتهت إليه هذه الشراكة الموعودة بعد «معمعة» البطولة الآسيوية، التي أراد لها البعض أن تضاء إعلامياً عبر نوافذ محددة ومدروسة، تبددت الأوهام حولها خاصة بعد فقدان السيطرة على الأشعة البنفسجية والحمراء الفاقعة، فأبهر الضوء الصاخب عيوننا وعيون الذين ظنوا أنفسهم قادرين على تسيير مركب العملية الإعلامية والمتابعة اليومية بالشكل الذي يمكنهم من دفعه بالاتجاه الذي يرغبون، ذلك أن الواقع لم يكن أساساً تحت سيطرتهم لقلة الخبرة والحيلة.
كل هذه المقدمة المستفيضة، والمحدودة قياساً بالواقع، جئت بها لأسوق بضع كلمات وردت في صحيفة محلية على لسان إعلامي يتابع البطولة على أرض إقامتها وفيها «كانت هناك حصة لخمسة من الإعلاميين السوريين من اللجنة المنظمة للبطولة ليكونوا مع المنتخب وعلى حساب اللجنة المنظمة؟!».
حقيقة ليست لدي معلومات ولا أستطيع أن أذهب بأي اتجاه إزاء هذه الكلمات سوى السؤال عن صحتها لأهل المعرفة والخبرة والشأن، وهل هناك قطعة أو جزء من لوحة ناقصة أو غير واضحة؟! أم ماذا؟! وهل يرى أحد من المعنيين ضرورة لإيضاح واقع هذه المسألة؟ّ
بعدها أنتقل للإشارة إلى الاعتذار الذي نعتبره، بالإضافة لكونه سابقة، خطوة تحسب لكل من قام بها ولكنها لا تحسب علينا نحن الذين كنا نتمنى أن نتابع منتخبنا وهو يمضي بعيداً في البطولة.
أما أن الاستقالة لا تحقق الفوز فهذا كلام صحيح وسليم لأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ولكن اسمحوا لنا -على الأقل- أن نتألم «بصمت..؟!» لأن أرواحنا مازالت مجروحة من هذه الخيبة الكبيرة لنسور حمّلناهم حلمنا فجاءت الصورة على أسوأ مشاركة يتحمل الكثيرون تبعاتها.. وهنا بيت القصيد إذا أردتم الصراحة؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com