إذا لم نتمكن من التأهل إلى الدور الثاني في النسخة الآسيوية الجديدة التي ضمت 24 منتخباً، لأول مرة، ومنحت الفرصة لأربعة من أصحاب المركز الثالث الأفضل
وبوجود نخبة من خيرة اللاعبين السوريين محلياً وآسيوياً، وفي ظل رفع وتيرة الشحن الإعلامي والرهان على تجاوز الدور الأول بسهولة، وربما المنافسة بعيداً، ومع مجموعة تبدو لنا الأضعف نسبياً، وفي ظل ترشيحات الفيفا لمنتخبنا ليكون من بين الثمانية الكبار، فمتى سنفعل ونكسر القاعدة التاريخية التي درجت عليها مشاركاتنا السابقة ؟! والمؤلم أكثر من كل ما سبق أن هذه المشاركة كانت الأسوأ في كفتي الأداء والنتائج بنقطة لا تحمل عنواناً سوى الخيبة..؟!
هذا المنتخب وهؤلاء اللاعبون الذين حلقوا في التصفيات المونديالية بحلمنا إلى مدارج السماء لا يمكن الاقتناع بأن هذه حدودنا معهم، رغم الواقع الذي قال بذلك، فهم قادرون على تقديم صورة أفضل بكثير مما تابعنا، دون أن نتجاوز تقاعس البعض في الملعب والأخطاء التي ظهرت جلية لأسباب عديدة سنمر عليها، لكن أشد المتشائمين لم يكن ليبلغ بخياله الوصول إلى هذه الدرجة من التواضع في الأداء والنتيجة خاصة خلال مواجهتي الفلسطيني والأردني.
هنا لا بد من الإشارة إلى ما سمعناه وقرأنا عنه من مشكلات داخل البعثة، سواء على مستوى الجهاز الفني والإداري أم على مستوى اللاعبين أنفسهم حتى خيمت حالة من «الاكتئاب» على علاقات الجميع ما أثر على التركيز الذهني والجسدي في الميدان! فكانت الخيبة مضاعفة إزاء أداء مخجل.. وتصرفات غريبة فهل من المعقول مثلاً ماسمعناه عن إشارة الكابتن؟!
أمام هذا الواقع ننتظر أن تكون هناك وقفة مطولة مع الوقائع من خلال لجنة تتحرى الأسباب والوقائع وتضع يدها على الحقائق للوصول إلى قرارات مناسبة تتوخى مستقبل اللعبة قبل أي شيء آخر، حتى نستعيد ولو جزءاً من الثقة المفقودة بالعمل الإداري والفني والآلية التي كان يدار بها كل شيء.
نعتقد أن الصورة واضحة وضوح الشمس، بعد هذه «الموقعة» الكروية المؤسفة، لمن يريد أن يرى ويضع يده على الوقائع، ولن يكون من المقبول الدخول في متاهات الرؤية الغائمة التي تقوم على التبريرات والأعذار الواهية لأن الغصّة كبيرة والتجربة مؤلمة والأحداث التي رافقت المنتخب منذ خروجه إلى معسكره الأخير في الإمارات، على الأقل، تشير بوضوح إلى حالة سلبية عارمة انعكست على المنتخب واللاعبين الذين نثق بهم ولكن بعضهم خيّبنا أيضاً.
مع النسور كنا وسنبقى، على الحلوة والمرّة، ويمكن البناء عليهم مستقبلاً ولكن بعقلية وآلية مختلفة وإلا فلا فائدة ؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com