صوت الموقف…..ورقة التوت.. والألعاب الآسيوية !

هل كنا نضرب في الخيال أم في الوهم والإيهام حين كانت تتساقط علينا الميداليات الملونة، حارة ورطبة، وفق سجلات الاتحاد الرياضي ..؟


لماذا كانوا يعدون لنا وعلينا ميدالياتهم القادمة من بطولات بعضها صداقة وبعضها جامعية وربما هامشية، والمطلوب منا أن نتغنى بتلك النتائج، دون أن ننكر أن هناك بعض البطولات أو المشاركات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار…؟!‏‏


اليوم بدا أن المستور والمسكوت عن تفاصيله الحقيقية، على مستوى تلك الميداليات، قد غسلته أمطار الألعاب الآسيوية في جاكرتا، حتى أصبنا بالجكر من بعض نتائج نخبتنا الرياضية، حين يحل هذا وذاك في المواقع المتأخرة والأخيرة، وحين تنكشف حقيقة واقع ألعاب القوة التي كنا نتغنى بها يوماً، فلا يصمد أحدهم أكثر من 50 ثانية، ويخسر غيره بنتيجة صفر/5 أو بالتثبيت والانسحاب والخنق..؟! تعددت الأسباب الموجعة للقلب والعقل أمام إصرار البعض على خلق مبررات لا إبداع فيها بل تكرار لمكرر كئيب.. وإن كنا ندرك الأثر الذي تركته الأزمة على بلدنا الحبيب وعلى قطاعات مختلفة منها الرياضة، لكن لا نظن أن هذه النتائج يمكن أن تنزل في ميزان المنطق بالمقارنة مع دول كان وجودها على خريطة هذه اللعبة أو تلك بحدود ضيقة جداً، وكذلك بالنظر لشدة تواضع نتائجنا الجاكرتية..؟!‏‏


أما الميدالية الوحيدة فقد جاءت برونزية شاحبة لا نظن أنها تغطي على مشاركة من هذا العيار، ولا تفي بالحد الأدنى من الطموح، وكان من الطبيعي أن يحقق غزالنا شيئاً ما، ولو لم يفعل لكانت المفاجأة الصاعقة حينها كما يقول منطق الأشياء، مع الإشارة إلى أنه لم يقترب من رقمه! وهذا أيضاً لا يجمل اللوحة التي فشلت كل العناوين في تجميل تفاصيلها أو إضفاء بعض الرتوش عليها هنا وهناك..؟!‏‏


وزاد في طنبور الفشل نغمة أخرى خسارة منتخب السلة أمام الفليبيني بفارق 54 نقطة …؟!‏‏


نعتقد أن هذه النتائج تضعنا جميعاً أمام ضرورة إعادة النظر ودراسة الواقع بكل صدق مع الذات ومع الآخرين بغية وضع اليد على مكامن الخلل التي أودت برياضتنا إلى هذا المكان، سواء على صعيد إمكانيات البعض ممن يقود هذا النشاط أو ذاك، أم على مستوى التخطيط المرحلي والاستراتيجي ..وكفى تخفياً وراء أصابع اليد التي لا تصفق منفردة وبالكاد تقبل المشاركة؟!‏‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..