أبت الماكينات الألمانية الخروج على التقليد المؤلم في البطولتين اللتين سبقتا مونديال روسيا الحالي، فودعت الماكينات –
المهترئة – من دور المجموعات بعد أن تمكن الشمشون الكوري من فرملة دورانها الذي عانى من الصدأ المبكر، كما بدا واضحاً منذ المباراة الأولى مع المكسيك.. وهذا لم يحدث منذ ثمانين عاماً، والأسوأ خسارتان في الدور الأول.
وكلنا يعلم بخروج إيطاليا بطل 2006 من مونديال 2010 الذي حملت لقبه إسبانيا ثم خرجت من دور المجموعات 2014، ولا شك نذكر فرنسا بطلة 1998 التي خرجت بنفس الطريقة 2002.
العجائب لا تتوقف عند الماكينة الألمانية التي خيّبت وبشدة عشاق كرتها، فمنها إلى الأرجنتين التي أنقذها الحظ والصدف ونيجيريا التي خسرت معها المواجهة الأخيرة رغم أنها كانت أفضل لأوقات ليست قليلة.. وفي الحديث عن المستوى الفني لم تكن فرق كبيرة وبأسماء نجومها المدوية موضع تقدير كما ينتظر، مثل البرتغالي والفرنسي بشكل عام، والإسباني الذي أحرجه المنتخب الإيراني وسط معاناة واضحة من الفار..؟!
أما الفار، هذه التقنية القادمة لمزيد من العدالة ولمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الأكثر صوابية، فقد باتت عبئاً على بعض المنتخبات الصغيرة قبل الكبيرة، وكأن ثمة دراسة متواطأ عليها لأسباب ذات طابع تجاري، فحصد التحكيم مزيداً من النقد والانتقاد وكان الكثير منه في مكانه.
الخيبة الأخرى والمدوية كانت تتسلل بهدوء لتنشر الكثير من الأسئلة والاستغراب حول أداء وعطاء عدد من النجوم اللامعة خارج البطولة، مع أنديتهم، وشبه الغائبة في مونديال روسيا الذي لم نلحظ به سطوع شموس جديدة في سماء اللعبة.. وقد كان بعض المدربين بمثابة العالة على منتخباتهم وفي مقدمتهم مدرب الأرجنتين سامباولي الذي أخرج عشاق التانغو من ثيابهم لتواضع إمكانياته في قراءة المباريات والتأثير الإيجابي بأداء لاعبيه في الشوط الثاني شوط المدربين، وزادت فضيحة استشارة ميسي قبل إدخال المهاجم أغويرو في المباراة الثالثة الطين بلة في كيس هذا المدرب المهزوز، والذي قد يكون أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأسطورة مارادونا.. وأضيف إليه المدرب الألماني لوف خاصة في لقائه مع الكوري حيث بدا عاجزاً عن الفعل والتصرف وهو الخبير ومعه كتيبة من النجوم التي بدت عاجزة.
غســـــان
gh_shamma@yahoo.com “شـــمه