لا يختلف اثنان على ان المدرب مصطفى الطحان يستحق اكثر من لقب
ولعل من ابرزها مدرب المهام الصعبة, وغيرها من الالقاب التي تؤكد بانه من المدربين القلائل جداً في سورية الذين يتصدون لاي مهمة تدريبية مهما كانت نتائج الفريق متواضعة ومهما كان مركزه على اللائحة متراجعاً, وهو بمثابة البوصلة التي توصل النادي الى شاطئ الامان بفضل كفاءته وخبرته ونيته الصادقة في العمل واخلاصه الكبير وما قدمه لنادي جبلة هذا الموسم سبق له وقدمه لنادي حطين في بداية التسعينات, وحتى نتعرف اكثر كيف نجح الطحان في رسم خارطة جديدة للكرة الجبلاوية (الموقف الرياضي) التقته واجرت معه هذا اللقاء الساخن.
وصف البعض قبولك تدريب جبلة وهو في ذيل اللائحة بالمغامرة فماذا تريد?
استلامي لجبلة ليس مغامرة ولا مقامرة لان اي عمل سواء كان ناجحاً ام فاشلاً هناك اسباب وعندما تزول هذه الاسباب فمن الطبيعي ان يعود الفريق الى وضعه الطبيعي وانا عندما تسلمت تدريب فريق جبلة كان ينقصه عنصر الانضباط وخطوطه كانت تفتقد للتنظيم وعملت جاهداً على تلافي هذه العيوب ونجحت في تلافيها بتعاون الجميع معي.
ولكن لماذا لم يقفوا هذه الوقفة منذ البداية مع المدربين السابقين?
لانهم لم يشعروا بالخطر الحقيقي يهدد ناديهم الا في بداية الاياب ولهذا السبب وقفوا جميعهم الى جانبي وقفة صادق بدءاً من مجلس الادارة مروراً بالداعمين والمحبين انتهاء باللاعبين والجماهير وكان الجميع على مستوى المسؤولية وهذه العوامل جميعها بالاضافة الى خبرتي ونيتي الصادقة وتوفيق رب العالمين اجتمعت, لتبقي نادي جبلة في الاضواء.
ولكن نتائجكم الجيدة بعد استلامك تدريب الفريق شككت فيها ادارات الاندية المهددة?
لا يهمني كلامهم واتهاماتهم عارية عن الصحة, لا اعتقد بان النقاط التي حصلنا عليها جاءت هبة من احد وانما لاننا فرضنا انفسنا كمنافسين اقوياء في ارض الملعب وصممنا على تحقيق هدفنا وحققناه, ولا اعتقد بان فريق الكرامة الذي ينافس على البطولة تساهل معنا في حمص عندما خرجنا متعادلين معه ولا حطين الذي كان مهددا مثلنا بالهبوط اعطانا الفوز تبرعاً ولا نادي الشرطة الذي كنا على تنافس حقيقي معه يمكن ان يستغني عن ثلاث نقاط بحاجة اليها اكثر منا ولا فريق امية الذي حصلنا منه على نقطة في ادلب كان يستطيع الفوز علينا وتخلى عنه اما مبارة الفتوة فقد لعبناها بروح قتالية عالية لان خسارتها تعني فقدان الامل بالبقاء ولهذا السبب صممنا على تحقيق الفوز وحققناه ونفس الشيء فعلناه مع الوحدة في ختام الدوري, وللأسف الشديد حتى نادي الاتحاد الفائز ببطولة الدوري لم يسلم من هذه الشائعات المغرضة والتي هدفها التشويش فقط.
سمعنا من المقربين بانك كنت قلقاً على مصير نادي جبلة?
انا من المدربين الذين يخافون من الفشل وعندما اتولى تدريب اي فريق اعيش بكل مشاعري واحاسيسي وافكر كثيراً في المباريات والنتائج وما حدث معي لم يحدث من ذي قبل فخلال مدة تدريبي البالغة 75 يوماً في نادي جبلة, لم انم منها سوى 15 يوماً فقط نتيجة تفكيري المستمر في كل مباراة قادمة حتى تحقق البقاء.
وما اسباب خروجكم من الكأس?
فريقنا لعب مباراة الكأس وهو منهك من تعب الدوري وذلك بعدما نجح في تحقيق هدفه وهو البقاء في الدرجة الاولى, ولم يعط اي اهتمام لمسابقة الكأس بسبب انتهاء عقود معظم اللاعبين الذين غابوا عن اللقاءين خوفاً من الاصابة خاصة ان موسم الانتقالات بدأ فعلياً.
بصراحة كيف تقيم تجربتك مع نادي جبلة?
اعتبرها تجربة ناجحة بكل المقاييس لانني شعرت بان هناك من يقدر جهدي وعملي والجميع اعطاني حقي في نادي جبلة وعلى الاقل سمعت منهم عبارات معنوية وكلمة (الله يعطيك العافية) فيما هذا الكلام كان ممنوعاً في نادي تشرين, رغم ما قدمته للنادي ولم اسمعه من احد سوى من جماهير النادي التي تحبني وتحترمني اما الادارات المتعاقبة فكانت تهدم اكثر مما تبني بسبب قراراتها العشوائية بحق المدربين.
نشعر بانك تتحدث عن نادي تشرين بحرقة لماذا?
نادي تشرن ناديي واحبه من قلبي ولكن الادارات التي تتعاقب عليه حرام ان تعمل في الرياضة وهم بالاصل لا علاقة لهم في الرياضة والقرارات التي اتخذتها الادارة بخصوص تغيير خمسة مدربين في موسم واحد اكبر دليل على انها ساهمت في غياب الاستقرار التدريبي عن الفريق وادى ذلك الى تراجع النتائج وما قدمته لنادي تشرين في المواسم الماضية طنشوا عنه لان ضمائرهم وضعوها في الثلاجة ولا يملكون اي منطق في العمل الرياضي والذي يعتمد على الاحترام والتقدير قبل كل شيء, وبعضهم على استعداد لدفع 500 ليرة لبعض الموتورين من اجل شتم اي مدرب اذا ارادوا تطفيشه اذا تضاربت مصالحهم معه ولهذه الاسباب لن افكر في العودة الى نادي تشرين مهما كانت المغريات.
هل نفهم من كلامك بانك جاهز لتدريب اي فريق اخر?
انا جاهز لتدريب اي فريق ضمن المحافظة يحتاجني مهما كان وضعه على اللائحة ولدي ثقة كبيرة بنفسي وبكفاءتي وقدرتي على انقاذ هذا الفريق من الهبوط مهما كانت نتائجه وسبق لي وانقذت نادي حطين موسم 91/92 عندما انهى الذهاب وفي جعبته ثلاث نقاط فقط وعشرة خسارات ومع ذلك ابقيته في الاضواء بعدما حققت معه نتائج جيدة في الاياب.
ماذا عن وضعك مع نادي جبلة?
لقد اعتذرت عن متابعة العمل رغم رغبة الادارة بالبقاء بعدما ساهمت في بقاء النادي بالدرجة الاولى لان وضعي لا يسمح بالسفر يومياً من والى جبلة, بالاضافة الى وجود عدد من المدربين المميزين في مدينة جبلة وهم من وجهة نظري الاحق في تدريب الفريق.
اخيراً ما ابرز الصعوبات التي يواجهها المدرب المحلي?
الصعوبات كثيرة وهي من صنع الادارات التي لا علاقة لها بالرياضة وتعتبر المدرب مشمشة تهزه متى تشاء, وحتى يعطي المدرب حقه على الادارات ان تمنحه الفرصة الكاملة والتي لا تقل عن مرحلة كاملة لان فريق الكرة كالشجرة يحتاج الى السقاية والرعاية والاهتمام وقص الاغصان اليابسة وبعد كل هذه المراحل يبدأ قطف الثمار ولكن وللأسف الشديد فان ادارات اندية اللاذقية وبعض جماهيرها, تريد من المدرب تحقيق الفوز وتسجيل الاهداف قبل ان تبدأ المباراة ولهذا السبب ستبقى النتائج غير مستقرة ومتراجعة.