بعيداً عن تقييم ما جرى داخل قاعة مؤتمر اتحاد الكرة لتقديم المدرب الألماني شتانغه وما أثير من أسئلة، يمكن الدخول مباشرة في الجانب الأكثر أهمية،
كما رأيته، وأظن البعض يوافقني في ذلك، هو ذلك المزيج من الموضوعية والتحدي والهدوء ورؤية الواقع والوقائع التي ميزت إجابات المدرب الجديد للمنتخب، لاسيما لناحية معرفة الإمكانيات وموضع الكرة السورية والمنتخب مع نفحة من التحدي لم تقع في «براثن» الوعود المسبقة المبالغ فيها..
المدرب أكد أن المنتخب السوري جديد بالنسبة له وبالتالي يحتاج إلى وقت لدراسة كل ما يتعلق به، ورأى أن جانباً من العمل ينبغي أن يتجه لتطوير العقلية الفنية لدى مختلف العناصر «لاعبين ومدربين وإداريين» من أجل تحقيق الطموحات..
وأشار المدرب إلى وجود فجوة مع بعض المنتخبات الآسيوية مثل الكوري والياباني.. ومن هنا كان من الطبيعي أن يؤكد على قوة المنافسة على الصعيد الآسيوي…
ولفتت إجابته حول أسباب موافقته على تدريب المنتخب السوري حين أكد أنه وافق على ذلك باعتباره تحدياً كبيراً بالنسبة له.. وفي ذلك إشارة ذات دلالة مهمة في بنية تفكير الرجل وعقليته وروحه، وهذا الأمر يمكن التعويل عليه خاصة أن كرتنا تحتاج لمثل هذا المنطق الذي ينطوي على كثير من التوازن المهم بالنسبة لمن يتولى دفة تدريب منتخبنا بما يضمه من نخبة متميزة من لاعبين خاصة على صعيد الاحتراف الخارجي..
والقيمة المضاعفة لذلك الكلام تبدو أيضاً في إصرار الرجل على عدم الانزلاق نحو وعود براقة بل كان متوازناً إلى حد بعيد في ذلك الأمر مع رهان واضح على أن ميدان الكرة هو الفيصل في ظل منافسة آسيوية قوية..
ما سمعناه يحمل شيئاً من الأمل وبوادر وضع القطار على السكة السليمة، وأنا هنا أؤكد على ما سمعناه، أما الجانب التطبيقي لتحقيق تلك الرؤى فيحتاج لوقت وعمل دؤوب وتعاون من الأطراف المعنية بالشكل الأفضل بعد أن وافقنا على تسليم المهمة لهذا المدرب الذي بدا متمرساً أيضاً في إجاباته رداً على أسئلة الإعلاميين بشكل مجمل..!
ننتظر .. وإن غداً لناظره قريب؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com