إنه القلب والنبض الحار لكرتنا التي يجمع المعنيون على عشقها والاهتمام بها وبالمنتخبات الكروية، ويختلفون في طرق تحويل هذا العشق إلى فعل حقيقي مدروس وممنهج، يمكن أن نلمس آثاره ونقطف ثماره مع الوقت..؟
ليس الاختلاف أو التباين مشكلة في طرح الآراء من قبل أصحاب الخبرة عندما يكون ذلك على قاعدة متينة من النبل والنوايا الطيبة، ولكن المدعومة بالخبرة والمعرفة وليس بالضرب بالمجهول أو التجريب دون إدراك.
نقول: ليس مشكلة لأن مثل هذه المحصلة من الآراء يمكن أن تصل بالفعل إلى ما نطمح إليه من قرارات ترسم الفرح الكروي مع الوقت…؟!
الكثير مما تابعناه خلال الفترة الماضية كان أشبه بسباق لا يمتلك البعض أدواته ووسائله بقدر ما يذهب المشاركون به لتثبيت مقدرتهم على تحويل «رؤاهم» -مهما كانت- إلى فعل وقرار بقوة الحضور المستمد من المعرفة والخبرة قليلاً ومن غير ذلك فيما تبقى من حالات…؟!
اليوم نقف أمام خيار لجنة المنتخبات ونحن نقدر ما ذهبت إليه، فالمدرب الألماني ستانغ يبدو سجله مرضياً لتسهيل عملية المفاوضات وإيصالها إلى مبتغاها إلا إذا كان هناك عائق مالي أو غيره قد ينشأ خلال ذلك التفاوض المنتظر، لكن من المؤسف أن تكون الغاية أحياناً تسجيل النقاط كما لو كنا في مباراة ملاكمة، أكثر من أن تكون الوصول إلى رؤية مشتركة وسليمة يمكن تحويلها إلى عمل فعلي على أرض الواقع..؟!
لا نعتقد أننا نكشف سراً أو نضيف جديداً في كل ما سبق، وكثيرون خاضوا في الرمال المتحركة لهذه المشكلة -التي نتمنى الخروج منها- حتى بات الحديث مكروراً ومملاً، ولكن دون جدوى فما إن نظن أننا أغلقنا باباً في هذه الزاوية حتى تفتح نافذة عريضة على لوحة تفتقد البهجة، ساهم برسم تفاصيلها اتحاد الكرة ومن خلفه أو معه البعض من المعنيين في الاتحاد الرياضي عندما فرضوا مبالغ محدودة أو فترات محدودة جداً لتدريب منتخب الناشئين مثلاً في الوقت الذي نفتقد فيه لدوريي الناشئين وشباب..؟!
أنا لا أريد الذهاب إلى صورة المنتخب الفيتنامي الذي يضرب به المثل حالياً على حسن التحضير الطويل والممنهج لأن ذلك يوجع القلب والعقل، ولأن أصحاب القرار في القبة الكروية لديهم من الحجج الكثير مما هو واقعي أو غير واقعي..ولكن ما يهمني وأعتقد يهم الكثيرين، أن نصل إلى طوي هذه الصفحة قريباً والانغماس في العمل الجاد والدؤوب من أجل القادمات قبل أن نرفع من جديد راية الندم والتأوه والتباكي وليس من فائدة..؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com