كان من الطبيعي أن يشعر عشاق الكرة السورية وكرة البرتقالي على وجه الخصوص بشيء من الخيبة وهم يتابعون مجريات لقاء الإياب أمام القوة الجوية العراقي لكثير من الأسباب يأتي في مقدمتها الخسارة بهدف دون رد والخروج الحزين من نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي…
نتفق جميعاً أن كرة القدم ربح وخسارة وأن الأمر في سياقه هذا يحمل واقعه الذي يعبر عن طبيعة اللعبة واحتمالاتها الدائمة في الميدان, ولكن من حقنا أن نبدي الاستغراب والدهشة ونرفع الكثير من إشارات الاستفهام ونحن نرى كتيبة البرتقالي التي تضم نخبة كبيرة من نجوم الكرة المحليين, وبينهم لاعبون في المنتخب من طينة الكبار, وهم يلعبون لأكثر من شوط- وعلى الأقل الشوط الثاني بكامله-بأسلوب دفاعي بحت في محاولة- ثبت فشلها- للحفاظ على التعادل والخروج بنتيجة إيجابية تحقق المراد, فتراجع الفريق بالكامل إلى الخلف وترك مساحات واسعة لتحرك لاعبي القوة الجوية بالطريقة المريحة التي كانوا لايحلمون بها, تاركاً مهاجماً واحداً- البوطة- لمرتدات قليلة جداً وأفقر من أن تصنع فارقاً أمام اندفاع لاعبي القوة الجوية الذين اقتنصوا إحدى الفرص وسجلوا هدف فرحهم الذي كان صاعقاً لكرة الوحدة وعشاقها، فيما لو اعتمد البرتقالي أسلوباً آخر في اللعب واستغل مابين يديه من أوراق بطريقة مختلفة لكان للنتيجة كلام آخر…
لسنا بالتأكيد في وارد إعطاء النصائح ولا التنظير الكروي على حساب المدرب- الذي غادر مؤقتا مهمته مع منتخب الشباب- كرمى عيون كرة البرتقالي التي يعرفها ويعرف لاعبيها, وكانت الفرصة أكبر ومتاحة في تقديرنا…
ماسبق من ملاحظات يتعلق أولاً وأخيراً بضرورة الإشارة إلى نمط من التفكير وأسلوب اللعب الذي يلجأ إليه بعض المدربين ويبالغون به أكثر مما يحتمل المنطق فهو مغامرة محفوفة بالمخاطر كما ثبت فعلياً… وفوق ذلك شاهدنا بعض اللاعبين وهم يبالغون أيضاً في الارتماء على أرض الملعب ماجعل الوقت الإضافي- مع التبديلات- يتجاوز فعليا الدقائق السبع..
نظن أن وجهة النظر التي تقول إن فريق الوحدة هو الذي خسر تكاد تكون منطقية بالنظر إلى مجريات وتفاصيل المباراة.. ومع ذلك يبقى درساً على جانب كبير من الأهمية ينبغي تجاوزه والمضي قدماً فأمام الفريق استحقاقات هو قادر على تحقيق ماهو جيد فيها…
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com