ليعذرنا البعض حين نتحدث عن فقدان وعجز لدى عدد ليس بالقليل من أعضاء مؤتمر اتحاد الكرة السنوي، فما سمعناه من مداخلات وطروحات عزز ما كان لدينا من معرفة مسبقة
وشبه يقينية بأن البعض لن يخرج في مداخلاته عن الإطار الضيق لمصالح الأندية التي يمثلونها.
وزاد الطين بلة أن البعض ربما كان تائهاً وغير قادر على تقديم رؤية متماسكة، فضاع في دروب الحديث الذي أراد الخوض من خلاله بتفاصيل ومطالبات ربما تفتقد المنطق الفني والقانوني، مع علمه وتجاهله المسبق بالقرارات المتخذة في المؤتمر السابق وخاصة فيما يخص مسألة الهبوط.
نعم كان هناك الكثير من الكلام على مدى ساعتين وأكثر، بعد ساعة الكلمات والتكريم، ذهب معظمها أدراج الرياح ونحن نتابع ختام المؤتمر برفع الأيدي موافقة على التقرير المسبق، وهذا أمر طبيعي، فبدا لنا وكأن الحضور جاء ليكرس تلك الدقيقة التي أكدت حقيقة واحدة وهي أن البعض في اتحاد الكرة – رغم كل الملاحظات – هو من يواصل العمل وأن ملاحظات الأندية المنتظرة التي لم تصل ساهمت بشكل تلقائي في إقرار ما هو مقرر، وبالتالي عندما نسمع كلاماً وانتقادات خارج القبة وفي الكواليس سرعان ما نلمح كيف تتحول إلى موافقات وربما إشادة، عندما يصبح الأمر داخل أروقة المؤتمر..
وهنا لا نحاول التلميح إلى قضايا سلبية بقدر ما نشير إلى واقع يؤكد أن تلك الآلية القائمة على التهرب من الرؤى الجادة والمجدية التي تبتغي المصلحة العامة لا نلمس منها إلاّ القليل في واقع الأمر، وبالتالي فمثل هذه الطريقة ومثل هذه الطروحات لا يمكن أن تصل بنا إلى تطوير حقيقي بسبب اقتصارها على قضايا ذات أبعاد محدودة في الوجه الغالب مما سمعناه…
نعم من حق الجميع أن يطرح مشكلاته، ولكن نظن أنها يجب أن تكون في إطار المصلحة العامة للأندية والكرة السورية وبما يتوافق مع الواقع والتأسيس للمستقبل الذي ضاعت ملامحه في الكثير مما سمعنا…
لكن الملاحظة الأكثر إثارة غياب خمسة من أعضاء الاتحاد عن المؤتمر، وهناك من لم يشارك بشيء، و مع ذلك كل الأمور تمام …؟!
غســـــان “شـــمه
gh_shamma@yahoo.com