صوت الموقف..ملامح الدوري بدأت تتضح..

لم يكن من المفاجئ أننا أمام استحقاق كبير أواخر آب الحالي وبعده بأسبوع لنختتم جولة التصفيات المؤهلة مباشرة لمونديال روسيا العام القادم..


ومن الطبيعي أن مثل هذا الاستحقاق كان يجب أن نعد له بالشكل الأمثل لاسيما ونحن نعرف أن الوقت يداهمنا بكل شيء..!‏


أمام هذا الواقع «سارع» اتحاد الكرة إلى ضغط الدوري الكروي لإنهاء الموسم منتصف الشهر الجاري، واللعب تحت شمس تموز وآب الحارقة في موسم ماراثوني؟! فليس من الصعب نقل بعض تفاصيله إلى كتاب غينيس بحيث نتفرد بهذا المجال..‏


المدهش في الأمر كله أن البرامج والمواعيد وكل شيء كان معداً بشكل واضح على الصعيد المحلي والخارجي، وأن النوايا، كما نعرف، كانت تتجه إلى تنفيذ شبه حرفي لبرنامج الدوري الممتاز مع الأخذ بعين الاعتبار استحقاقات المنتخب الخارجية، ولكن الأمر فاض عن حده حين دخلنا بمساومات لا مبرر لها مع الأندية لتأجيل هذه المباراة أو تلك.. والمشكلة الحقيقية أنك عندما تفسح المجال أمام هذا النادي أو ذاك ستضع نفسك في موقف حرج أمام الآخرين، فكان من الطبيعي أن ندخل فيما سمي بعد اتفاقاً بين فريقين أو ناديين لنقل أو تأجيل مباراة معينة..‏


وبالنظر إلى المشكلات التي اعترت الموسم الحالي، سواء على صعيد التنظيم والالتزام أم في كثرة الأخطاء التحكيمية لضعف التحضير، أم حتى تغيير القائمين على لجنة الحكام والدخول في متاهات الكلام غير المبرر.. ذلك كله بقي ماركة مسجلة تشي بالكثير من الآراء المتضاربة والمصالح المتباينة التي كانت تلعب دوراً في مضي عجلات الدوري على عكاكيز شخصية دفعت بعض الأندية ثمنها..‏


وفوق ذلك ألا ترون أن بعض الأندية، وهنا أخص الجزيرة، قد تعرض لشيء من الظلم، ومثله الفتوة وإن كان بصورة أقل..‏


نعم باتت ملامح الدوري شبه ناضجة، فالجيش وضع يداً على اللقب وهو أقدر على تحقيق الحضور الأميز بين الفرق وكذلك باتت الفرق العائدة إلى الدرجة الأولى في مقدمة الصورة بثلاثية شبه مؤكدة، فيما البحث عن الطرف الرابع ما زال مرهوناً بالأسابيع القادمة.‏


كثيرة هي الأشياء التي حفل بها الموسم الكروي، ولكن أهم ما نتمناه أن تكون دروسه مفيدة للجالسين تحت ظل القبة الكروية وتجاوز الشخصي في عملهم.‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..