المباركة بتأهل منتخبنا الأولمبي إلى نهائيات كأس آسيا واجبة يحتمها الحدث والانجاز في المقام الأول.. والاعتراف بأن ثمة عوامل وظروفاً متعددة ساهمت في حدوث هذا التأهل، سواء ما يتعلق بمنتخبنا أم المنتخبات الأخرى،
فهذا لا يعيب المنطق والتفكير الموضوعي عند محاولة رسم ملامح الصورة بشكل متكامل على أرضية الإمساك بنبض الواقع والوقائع في هذا الانجاز إزاء التطلع إلى ما بعد الحدث نفسه وما يترتب عليه وعلى القائمين على شؤون اللعبة في قادم الأيام، فالحقيقة أن الأصعب هو ما ينتظر الأولمبي بعد اختبار التصفيات..؟!
أن يكون الأولمبي قد قدم أداء رجولياً وحقق المراد فهذا يستحق الثناء نظراً للظروف التي تمر بها الكرة السورية عموماً، على الرغم من أن المنتخب توفرت له مباريات ودية من حيث العدد والعدة خلال الشهرين اللذين تم فيهما تحضيره، ولو تذكرنا فمنتخب الرجال لم يتوفر له ما يوازي ذلك من حيث المعيار المناسب.. وهنا لا بد من التذكير أن الولادة المتعثرة والمتأخرة، والشكوى من قلة الامكانيات لدى العديد من اللاعبين كانت حاضرة على لسان الجهاز الفني، وفي الوقت نفسه يلمس المتابع والمدقق أن المنتخب كان يضم كوكبة من المواهب والنجوم التي افتقدت الصقل بالشكل المطلوب لأسباب عديدة، كما أن الجهاز الفني اعتمد أسلوباً لم يوفق في المضي به إلى مستوى الاستفادة من الأوراق التي بين يديه بالشكل الأمثل، مضافاً لذلك ما شاب القراءة الفنية من وهن، نتمنى أن يكون ذلك كله بمثابة دروس تصب في مصلحة المنتخب في الفترة القادمة، لا سيما أن المستوى الفني عليه الكثير من الملاحظات.
ولنعترف أن الكثير من نتائج المباريات الأخرى وفي مقدمتها فوز الهندي على التركمانستاني ساهم في هذا التأهل، والتذكير هنا من باب العبرة والاعتبار، ومن أراد المبالغة في رفع المعنويات له ذلك ولكن ليترك لباب المنطق حقه، فمن خلاله فقط يمكن أن نخطو إلى الأمام لا سيما أن المنتخب يمتلك الكثير مما يمكن الاستفادة منه في النهائيات التي لا تقارن بما مضى…؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com