عندما يبدو لك وكأن الصورة تستكمل ملامحها بشكل متقن، ويبني فريق هجمة منسقة منذ بدايتها حتى ما قبل النهاية ، تشعر انك تعيش المتعة والإثارة التي ترافق اللاعبين أنفسهم ، وفجأة يهدر لاعب ما، بسبب التسرع والرعونة فرصة ثمينة كان لها أن تكمل نشوة العمل الجماعي ، وتصل به إلى غاياته المنتظرة، ولكن لأن نقص الخبرة أو الغرور، يسببان مشكلات لا مبرر لها في بعض الأحيان.
اليوم ونحن نتابع عمل اتحاد الكرة لا نستطيع أن نتجاهل العمل ( الجاد ) من اجل الخروج باللوحة بحلة زاهية إلى حد ما وذلك من خلال النجاح النسبي في إكمال مشوار الدوري، لكن لا يمكن لهذه الصورة أن تصل إلى طموح أصحابها طالما أن البعض يركل الكرة قبل أن يفكر بالاتجاه الذي يجب أن يوجهها إليه.. وهذا حال بعض القرارات التي ركبت على حصان التأجيل المتكرر لعدد من مباريات الدوري لأسباب ضعيفة وباهتة غالباً، أو غير مدروسة، ضاربين عرض الحائط بالتقاليد واحترام الوقت والأجندات المحددة، وفوق ذلك يعودون ويؤجلون المؤجل مرة أخرى ، نزولاً عند رغبات البعض، وتتكرر الحادثة ببساطة حتى بات اتحاد كرتنا يمتلك حيزا (ناصعا) في سجل غينيس في هذا المجال..؟!
وفي هذا الاطار يأتي قرار تأجيل مباراة ربع نهائي الكأس بين المحافظة والاتحاد إلى 23 الشهر القادم وترك كل هذه المدة الزمنية دون حسابات، علما أن المنتخب سيغادر في تلك الفترة من اجل الاستحقاق المونديالي.
وإذا ما تجاوزنا ذلك فكيف لنا أن نفسر تحديد موعد مباراتي نصف نهائي الكأس في الثامن والعشرين من الشهر القادم، أي قبل ثلاثة أيام من لقاء القطري حيث هناك عدد كبير من لاعبي الفرق المشاركة في نصف النهائي، سيشاركون مع المنتخب.
وإذا تم الإصرار على إقامة المباراتين في موعدهما أليس في ذلك حيف كبير على تلك الفرق ونحن كنا نشهد تأجيلاً لأقل من ذلك..؟!
يبدو أن البعض يريد أن يتصدر الأضواء بأي شكل ممكن، أو إن تلك الأضواء لا تسمح له بالرؤية والتفكير الهادئ قبل اتخاذ القرار، وهذا يعود لقلة الخبرة والإمكانيات أو التجاهل وعدم الشعور بالمسؤولية، وكلها لا تصب في مصلحة الكرة.. والأنكى أننا لا نستفيد من تلك التجارب..؟!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com