صوت الموقف…التعادل دوامة..والأمل لا يكفي؟!

إذا كان من «فضيلة» للتعادل مع التنين الصيني فهي الدخول في دوامة الحسابات المركبة والمعقدة التي خبرنا آلامها مسبقاً، و في الحقيقة «الفضيلة» في ذاك التعادل هي الكشف، في وقت قد يكون مهماً جداً، عن ثغرات فنية وتكتيكية في صفوف منتخبنا تضع الجهاز الفني أمام تساؤلات عديدة..؟


ولكن قبل الاستمرار لا بد من السؤال: هل كان التعادل مع المنتخب الياباني خادعاً، بالتالي فقد عمل كرافعة لسقف الثقة بالنفس دون أن تتوافر الأرضية المناسبة في شروط العمل الفني التحضيري أمام فريق يمتلك فرصة واحدة سيدافع عنها بكل ما يمتلك من أوراق وارفة في مقدمتها المدرب الإيطالي ليبي؟!.. أم إن تلك الإشارات المثيرة لم تحضر أمام عين المعنيين كما ينبغي لها، وكما يجب أن يكون الاستعداد لمواجهتها؟!‏‏


فوق المستطيل الأخضر فشل الجهاز الفني في مجاراة خصمه على الخط الخارجي في القراءة والعمل بما تقتضي مجريات المباراة، فكان الشوط الثاني صيني الملامح واللغة والحركة ولولا المنقذ الذي جاء بضربة الحظ المناسبة لكانت الخيبة أكبر مما هي اليوم..!‏‏


صحيح أن المنتخب الصيني خاض هذه المباراة كما لو أنها مباراة العمر، ولكن الصحيح أيضاً أن منتخبنا تقدم ولم يتمكن من الحفاظ على هدفه فتراجع تاركاً التنين يصول ويجول على راحته في الميدان، رغم الدفاع الصلب الذي عرف عن منتخبنا، و تمكن الصيني من فك الشيفرة..؟‏‏


وفيما يخص اعتراف الحكيم بضعف عطاء بعض اللاعبين وتواضع الجهد فلا شك أن المنتخب كان يعاني من مشكلات عديدة أبرزها في الهجوم، حيث فشل في تعويض النقص، ولكن المنطق كان يقول إن هذا كل ما نمتلكه وبالتالي فالرهان على المقدرة في استخدام الأوراق المتوافرة بما يضمن لنا ما نسعى من أجله، فهل كان لقاء اليابان والتعادل معه بمثابة النقمة؟!‏‏


صحيح أن بعض الأمل لا زال يبرق من نافذة المباراتين المتبقيتين لنا، لكن لذلك حسابات مركبة ومعقدة واعتماد على خدمات الآخرين، وهذا لا يكفي وإن كان المطلوب منا أن نفوز على القطري والإيراني بغض النظر عن بقية النتائج لنتمكن من الشعور «بالرضى» ولو نسبياً..؟‏‏


ولابد الإشارة إلى أن التفريط بدأ مبكراً من خلال التعامل مع هذا الاستحقاق الكبير على صعيد التدريبي أو المعسكرات أو المباريات الودية، وحتى بالخوف من المغامرة، حيث كان الحرص على عدم التعرض لخسارات قاسية حائلاً دون إفساح المجال للعمل الهجومي بشكل أميز..! ومع ذلك فقد كانت النتائج مرضية نوعاً ما إلا أن العبرة في الخواتيم، ونثق أن لاعبينا لن يقصروا مهما كان أداء القائمين على الاتحاد..!‏‏


ويبقى الموجع ان منتخبات شرق آسيا، وبينها منتخبات مجموعتنا، تمر في حالة ضعف واضح لم نتمكن من استغلاله..!‏‏


غســـــان شـــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..