نعم حققنا حضوراً للرياضة السورية في دورة التضامن الإسلامية، ولكن من الضروري أن نقف أمام المرآة بصدق مع الذات لنطرح على أنفسنا السؤال الأهم وهو: هل ترضي هذه النتائج طموحاتنا وتلبي الآمال المعقودة على أبطالنا..؟!
بغض النظر عن ذهاب الآراء في أي اتجاه فإن السؤال لا يسعى للتقليل من قيمة ما تحقق قياساً للتحضير المتواضع الذي حظي به أولئك المشاركون في البطولة التي قد لا ترقى لبطولات كبرى في نظر البعض، حيث نتائجها ما زالت قريبة في الذاكرة.. وفي كل الأحوال السؤال عن التحضير المتواضع وجع مستمر…!
اليوم عندما نتحدث عن ذهبية الغزال فالمنطق يقول: إنها منتظرة بالقياس إلى أرقامه والرقم الخاص بالبطولة حيث تمكن من تحطيمه، وهذا يبدو لنا أمراً نافلاً عندما يكون الغزال في حالته الطبيعية، وغير ذلك هو الذي يستدعي الدهشة أو حتى الإعجاب مع التقدير بكل الأحوال.. وفي الملاكمة كان الحصاد المطلوب هو الثمرة المنتظرة فهي من الألعاب الحاضرة دائماً..
ولكن ماذا عن السباحة، رغم الميداليات التي نبارك لأصحابها وهل كانت المشاركة والمنافسة بالمستوى الذي انتزعنا فيه الميداليات انتزاعاً ولاسيما بالنسبة للبرازي..؟ ويبقى الجواب في عهدة أصحاب الخبرة.
أما الجمباز والكاراتيه فقد خرجتا من المنافسة والمولد بلا حمص.. في حين أن الأثقال حكاية أخرى بعد خروجها صفر اليدين بمشاركة محدودة أضاء عليها رئيس اتحاد اللعبة من خلال تأكيده على أن الحصاد لن يكون مغايراً مهما كان مستوى المشاركة بسبب ضعف المستوى..وهو أمر مقبول، فذلك يدل على معرفتهم بالواقع ولكن ماذا فعلوا لتغيير تلك الصورة؟!
مثل هذه النجاحات والإخفاقات ينبغي أن نقف أمامها بكثير من الشفافية إذا أردنا أن تتطابق الأقوال مع الأفعال في شأن المحاسبة السليمة والجادة..؟
ولكن يبقى الأهم بالنسبة لنا هو ما يتجلى في السؤال عن المواهب والبدلاء للأبطال الحاليين، فهل هناك ما يتم العمل عليه كما تعدون أم إن المشاركة ستقتصر على أسماء محدودة؟
وهل هناك من يعمل بشكل منهجي ومخطط لإيجاد تلك المواهب ورعايتها ودفعها لتمثيل رياضتنا مستقبلاً باعتبار أن ذلك ما زال مثار جدل طويل وقديم..؟
دورة التضامن الإسلامية محطة وما بعدها يفرض منطقاً وعملاً أكثر سخونة من اجل مستقبل رياضتنا….!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com