هل يستطيع أحد أن ينكر على القائمين في اتحاد السلة ولاعبي المنتخب فرحهم في التأهل لبطولة الأمم الآسيوية القادمة ..؟!
وماذا يعني أن تتعرض سلتنا لأربع خسارات وتقف « بقوة » أمام المنتخب الفلسطيني فتحقق الفوز، أو تنتزعه، وتنتقل إلى مرحلة تالية، على حساب منتخب كنا نظن أن الفوز عليه طبيعي وسهل، لكن ذاكرتنا القريبة لا تقول ذلك، وحينها انصب النقد بأنواعه المختلفة على المنتخب والجهاز الفني وتواضع عطاء الجميع..وهكذا يبدو من الناحية النظرية أن هذا الفوز يستحق الإشادة والفرح والتهاني بسبب التأهل ..!
خسرنا أربع مباريات والحجج حاضرة وكثيرة، ويمكن لأي من المعنيين أن يدخل في فضاء الاستفادة منها لتبرير هذه الخسارات، فقد عدنا الى المنافسات القارية وهذا لم يتحقق منذ زمن طويل، وعدنا من بوابة المنتخب الفلسطيني « مع التقدير» الى البطولة الآسيوية، والعودة، بصيغة ما، إنجاز يتغنى به البعض، وقد يكون حقه، ولكن كيف هي صورة هذا التأهل، وكيف ستكون الصورة في البطولة القادمة حيث المستويات أقوى ..؟!
الحوار هنا ليس من باب التشاؤم ولكن من باب التأكيد على أن ما بين أيدينا ليس كافياً للقادمات، ففي « بطولة» يتأهل منها خمسة منتخبات من أصل ستة، يكون التساؤل عن الصورة الحقيقية مشروعاً .. والفوز اليتيم لن ينسينا، في غمرة الأمل والفرح، الإشارة إلى أن كرة السلة التي تابعناها مع منتخبنا لا يمكن أن تكون طموحاً حقيقياً ..
لن أقول إن سلتنا كانت « خارقة » في أوقات سابقة، ولكن لم تكن جسر عبور، بل حاضرة للمنافسة وخاصة على الصعيد العربي، والظروف التي عانينا منها أثرت على الجميع وتنطوي على بعض المبررات، ولكن هل ما تم العمل عليه في الفترة الماضية كان كافياً ومرضياً ؟ .. لا سيما نحن نتابع الجدل بين اتحاد السلة والاتحاد الرياضي وتقاذف المسؤوليات في عدم تأمين بعض الاحتياجات الضرورية للمنتخب..!
لا شك أن منتخبنا قدم ما يستحق الإشارة، نوعا ما، ولكن حرقة القلب على المواهب وضعف التحضير، اللذين يضيعان الكثير، فنشعر بالخيبة ما يدفعنا لمثل هذه المصارحة .. لكن ذلك كله لا ينسينا المباركة وتمني الأفضل لسلتنا، فاللعبة الشعبية الثانية غالية على قلوبنا ..
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com