في الطريق إلى الدوحة… التصريحات ستكون على المحكّ والتفاؤل يجب أن يمتلك مقوماته ..والمشاركة المجانية لا تشفع لفشلنا إن وقع لا قدّر الله

لا أعرف لماذا عادت بي الذاكرة إلى دورة التضامن الإسلامية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية

في نيسان عام 2005 والتي شهدت حشداً كبيراً من المشاركين من جميع الدول الإسلامية لدرجة أنّ بعض المشاركين لم يصلوا إلى أرقام الحارات الشعبية وكلّ ما في الأمر هو أنّ الأشقاء السعوديين وفروا الإقامة والإطعام المجانيين فشاركت الدول بمن هبّ ودبّ والنتيجة غياب المنافسة الحقيقية وتدنّي قيمة الإنجاز وأرى أنّ المشهد سيتكرر في دورة الألعاب الآسيوية القادمة في الدوحة من خلال توفير الإقامة والإطعام المجانيين لدرجة أنّ الآنسة سلام علاوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام في سورية قالت وعبر (الموقف الرياضي) في العدد الماضي أنّ مشاركتنا في الدوحة ستكون تحضيراً للدورة الرياضية العربية في مصر العام القادم!‏

لماذا نريد أن نفرغ الأشياء الهامة من مضامينها ومتى كنّا نستعد لمناسبة عربية في بطولة قارية هي بمثابة دورة الألعاب الأولمبية?‏

لو كان العكس هو القائم لسلمنا بكل كلمة, أي لو أننا نشارك في الدورة العربية بأعداد كبيرة من أجل انتخاب الأميز للدورة الآسيوية لكان خير الفعل لكن أن نتحدث بهذا المنطق ففي ذلك بعض الإهانة لمشاعرنا نحن الباحثون عن إنجاز رياضي حقيقي وإذ بنا وقبل التوجه إلى أهم اختبار لرياضتنا نقول إن الهدف هو الدورة العربية!‏

من جهة أخرى وإذا كانت هذه هي معاييرنا لماذا لا نذهب بكل ألعابنا إلى الدوحة? لماذا لا تذهب منتخبات الكرة الطائرة ويد السيدات والمضرب وغيرها?‏

لماذا سنذهب بلاعبة واحدة في البلياردو ولماذا نذهب بريشتنا مادامت رئيسة اتحاد الريشة قالت: نحن وين والريشة الآسيوية وين?‏

هل لعب مباراة واحدة والعودة بخسارة يطوّر هذه الألعاب ويوفّر لها الاستعداد حتى للدورة العربية أم أنّ الخلّ أحلى من العسل إن كان ببلاش!‏

هناك جمهور رياضي يتابعكم أيها السادة ولا نريد لاعباً يكتب على صدره اسم (سورية) ويتبهدل في المنافسات.. ستجرحون أبطالنا .. ستسيئون لسمعة رياضتنا والأفضل أن تعيدوا النظر بالمشاركة وأن تكون هذه المشاركة من أجل المنافسة لا من أجل الاستفادة من خمسة أيام مجانية وفرتها اللجنة المنظمة أما التحضير والاحتكاك مع الأقوى مطلوب بل ومطلوب جداً ولكن ضمن معسكرات ولقاءات متكررة لا في مناسبات الغاية منها تحطيم الأرقام وتحصيل الميداليات.‏

قد لا تأخذ مباراة لبطل من ريشتنا مع بطل ريشة آسيوي أكثر من نصف ساعة فأين الاستفادة أيها السادة وقد لا تستغرق مشاركة عدّاء من قوانا أكثر من (20) ثانية فماذا استفاد غير تحطّم روحه المعنوية إن لم يمتلك الحدّ الأدنى من مقومات المنافسة والوصول إلى الدور النهائي على أقل تقدير..‏

على العموم نتابع في هذا العدد استطلاع رأي الاتحادات المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية وبعدها سنغيب عن أجواء الدوحة لبعض الوقت ونعود من خلال الأطقم الفنية للمنتخبات المشاركة في المرحلة الثانية من تغطيتنا الشاملة لمشاركة ألعابنا في دورة الألعاب الآسيوية.‏

المزيد..