الطريق إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم (جنوب أفريقيا 2010) …فرنسا في مهمة شاقة في دبلن.. والبرتغال تواجه البوسنة للمرة لأولى
متابعة- هراير جوانيان: يكتمل الأربعاء القادم عقد المنتخبات الـ (32) المتأهلة إلى نهائيات النسخة التاسعة عشرة من بطولة كأس العالم
لكرة القدم والتي ستستضيفها جنوب إفريقيا في الفترة من 11 حزيران إلى 11 تموز 2010 مع إجراء مباريات إياب الملحق في مختلف القارات.
ففي القارة الأوروبية سنتعرف على هوية المنتخبات الأربعة التي ستكمل البطاقات الـ (13) المخصصة للقارة العجوز ، فيما سيتم توزيع (3) بطاقات في القارة السمراء ليكتمل عقد المنتخبات الـ (5) بعد أن ضمنت كل من غانا وساحل العاج التأهل في وقت سابق من التصفيات، وتبقى بطاقتان يتنافس عليها (4) منتخبات من (4) قارات مختلفة هي البحرين ونيوزيلندا والأوروغواي وكوستاريكا.
في القارة الأوروبية ستكون الأنظار متجهة نحو دبلن وباريس حيث المواجهة المنتظرة والصعبة التي ستجمع بين جمهورية إيرلندا وفرنسا حيث يتواجهان اليوم على ملعب (كروكي بارك) قبل أن يتجدد اللقاء بينهما الأربعاء القادم على ملعب (سان دوني) إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية (باريس).
فأكثرما يخشاه الفرنسيون، أن يسقط منتخب بلادهم ضحية طموحات (الإيطاليين) المدرب العجوز جيوفاني تراباتوني ومساعده ماركو تارديللي . فهناك عوائق جمة، قد تعترض المنتخب الفرنسي، وتعرقل مساعيه ليكون واحداً من المنتخبات الـ13 الممثلة لأوروبا في المونديال.وفي رحلة بحثهم عن منقذ إلى هذه النهائيات، اصطدم الفرنسيون بحالة الجفاف التي ضربت منتخبهم في التصفيات الأخيرة، تحت قيادة المدرب ريمون دومنيك، وانقسموا بين مشاعر اليأس والحذر، والآمال المتسمة بالتحفظ والشكوك. إذ وفيما ينأى الفرنسيون عن توجيه انتقادات عنيفة قبل مباراة الذهاب في دبلن، لم يتمكنوا من إغفال ما كان يقوم به دومنيك، عندما كان يخطو خطوة قصيرة إلى الأمام، وعشرة إلى الوراء. وأكثر ما أغاظهم، الموقف اللامبالي وهو ينظر إلى المنتخبات التي سبقته إلى التأهل، مراهناً (باطمئنان) على حتمية مشاركة منتخب فرنسا في ملحق التصفيات، كأنه سيحقق إنجازاً لم يسبقه أحد إليه من قبل. ويأخذ الفرنسيون، على المدرب، أنه نسي أو تجاهل أموراً كثيرة، كانت من المعايير الأساسية للنهضة الكروية التي دفعت به وصيفاً لبطل العالم، ومنها، أنه كان يملك زين الدين زيدان كابتناً، وصانع العاب، إلى هدافاً صاعقاً وقادراً على التمايز وإتاحة فرص الفوز التي طالما أسعدت دومنيك في أحلك الظروف. الباحثون في فرنسا يركزون على الموقعة الفصل في دبلن، محذرين من انتفاضة مفاجئة للاعبين الإيرلنديين، يفجرون خلالها أقصى طموحات مدربهم الإيطالي جيوفاني تراباتوني.ولم يشأ خبراء الكرة في فرنسا التقليل من أهمية المواجهة مع إيرلندا، ذلك أن حذرهم الميداني ليس دعوة إلى تقليص قناعات الفرنسيين بمقدرة المنتخب الفرنسي على عدم الوقوع في الفخ الإيرلندي، لأن صدمته ستكون موجعة ومحزنة. وفي هذا السياق وضع الباحثون دومنيك في مواجهة تراباتوني، وتمحورت نقاشاتهم حيال قدرة المدرب الفرنسي على احتواء (ثعلبة) نظيره الإيطالي المحنك. وتساءل إعلاميون : هل سيكون دومنيك محظوظاً في التغلب على تراباتوني، ليجد له مكانة بين الأقوياء الكبار في النهائيات؟.لذا كان لا بد من الإشارة إلى أن الفرصة الممكنة للنيل من اللاعبين الإيرلنديين، قد تكون متوافرة، ليس إلى حدود الاطمئنان والنوم على حرير، وخصوصاً بعدما شكل الإيرلنديون عقدة لمدرب منتخب إيطاليا مارتشيللو ليبي في فترة التصفيات وتسببوا في صداع شامل له قبل أن يعادل الإيطاليون تخلفهم في لقاء الإياب، لتحملهم نتيجة (2/2) إلى صدارة مجموعتهم والتأهل مباشرة، علماً أن مباراة الذهاب مع إيطاليا تحكم فيها الإيرلنديون وفرضوا تعادلاً (1/1).ويشعر العاملون في قطاع كرة القدم الفرنسية، أن بوادر القلق من نتيجتي مباراتي الملحق، (على الأقل من لقاء الذهاب في دبلن) تتعاظم أكثر من أي وقت مضى. وفي خضم التقارير الأوروبية التي ركزت على منتخبي فرنسا وإيرلندا، رسمت علامات استفهام ضخمة حيال أي منهما سيلعب الدور الذي يتيح له في مباراة الإياب، أن يكون في حالة مرضية من الاستئناس لحجز إحدى بطاقات الملحق الأوروبي الأربع، مساء الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري.
ويعترف هؤلاء العاملون، بأنهم يواجهون أفقاً غامضاً قد يحمل الانفراج للمنتخب الفرنسي، أو النكسة الثقيلة بحقيقتها المرة بطعم الحنظل، وعشية أسبوع المواجهة الأولى في مدينة دبلن الإيرلندية، أظهر هؤلاء ، أنهم غير قادرين على هضم مفاجأة من العيار الذي يرهق اللاعبين الفرنسيين في مباراة الحسم الثانية. وإذ يعترفون سلفاً بأنهم ليسوا مستعدين لتقبل أي شكل من أشكال السقوط، غير أنهم سيرضخون للمنتخب الأفضل إذا كان إيرلندي الطابع، وسيقبلون بالنتيجة في النهاية.وكي لا يصل (منتخب الديوك) إلى هذه الحدود الملتهبة بالهواجس والمشاعر العاطفية المنكسرة، ثمة من حذره من الوقوع في فخ التقنيات المتطورة التي أظهرها منتخب إيرلندا. ويأتي هذا التحذير كأنه ناقوس خطر مبرم، لتفادي الأخطاء الجسيمة التي شابت مباريات المنتخب الفرنسي في كل مراحل التصفيات، وتخللتها خروقات فاضحة، سمحت لمنتخب صربيا أن يتنعم بتأهله المباشر لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم.
ويأتي الموقف الفرنسي المراقب، بعدما شارف منتخب إيرلندا امتلاك حظوظ قوية للنجاح، ولامس التأهل للتظاهرة الكروية المونديالية المقبلة في جنوب إفريقيا، ذلك أن المدرب تراباتوني غرس في عمق جذور كرة القدم الإيرلندية التاريخية (في ما يخص المنتخب) آفاق طموحات تطوير استراتيجي، كادت أن تنهض به إلى مصاف المتأهلين الأقوياء، من دون أن يتحمل وزر ملحق التصفية. واعترافاً بالحقيقة، وصل تراباتوني بالمنتخب الإيرلندي – على رغم تواضع الدوري في إيرلندا – إلى حدود التخلص من شخصية المنتخب المنطوي على نفسه، بعيداً من المناسبات الهامة في أوروبا والعالم. وفي سياق هذه المستجدات، أبرزت وسائل إعلام بريطانية تعاطفها مع طموحات منتخب إيرلندا، وتقديرها لما حققه حتى الآن تراباتوني : لن تكون مهمة الفرنسيين سهلة لأن الإيرلنديين استعدوا للمباراة التي قد تنقلهم إلى شواطىء جنوب إفريقيا. وأشارت هذه الوسائل إلى أن تراباتوني يعرف كيف يحضر المفاجآت لضيوفه!
وتلعب وسائل الإعلام في إيرلندا دوراً مؤثراً في حث لاعبي منتخب إيرلندا، على قطف ثمار (كفاحهم)، ومنع الفرنسيين من تحقيق أهدافهم . بدوره انتهز تراباتوني (70 سنة) انتعاش الأحلام الإيرلندية بالتأهل للنهائيات العالمية ، ليذهب بعيداً في استعادة ملامح أحلام الشباب، التي يراها اليوم سانحة له، لا يمكن تأجيلها. واعتبر المدرب الإيطالي أن المواجهتين ضد فرنسا، من أدق اللحظات التي ستهز كيان أحلامه وطموحاته على امتداد خبرته في عالم كرة القدم، وهما لا تحتملان أي موقف مهادن سوى الفوز، والفوز فقط، لأن المعادلة الوحيدة التي تبطل مأساة (المفاجأة البغيضة) هي الضرب بقوة على الحديد وهو حام!ولم يجد تراباتوني في المواجهتين ضد منتخب فرنسا، سوى اعتبارهما ظاهرة في غاية الأهمية لمنتخب إيرلندا، قد لا تتكرر بعد أربع سنوات، وامتحاناً صعباً للمدرب ريمون دومنيك، لأنها الفرصة الأخيرة له في قيادة منتخب فرنسا.وفي رأي الباحثين الكرويين في أوروبا، أن اياً من المواجهتين ذهاباً وإياباً، تحمل طابعاً خاصاً وظروفاً ميدانية ونفسانية، إلى درجة يصعب معها لأي مدرب أو مراقب كروي، تأكيد خلوها من المفاجآت.لذا يبقى السؤال في إيرلندا. من سيكون الأقوى في دبلن، تراباتوني أم دومنيك؟ وهل سينجح الإيرلنديون في (ذبح)، الديوك الفرنسيين، استباقاً لمفاجأة الإجهاز عليهم في باريس؟
يرى تراباتوني : أن الفوز في دبلن يسهل أمور مباراة الرد، شرط أن لا يسجل الفرنسيون أية إصابة، لأنه نتوقع معاناة آتية في باريس.ولم يستبعد ترباتوني، أن يثبت منتخب إيرلندا إحراجاً تاريخياً في ذاكرة الفرنسيين، لأن الفوز هو الطريق الجديد لاكتشاف محاسن المشاركة في المونديال. وعلى رغم دقة المواجهة وحساسيتها المصيرية، اعتبر الفرنسيون أن منتخبهم لن يكون بالسهولة الرخوة التي يبتغيها تراباتوني للإيقاع به. إذ أن المبالغة في إثارة المواقف التشجيعية تختلف عن التقديرات المنطقية، التي تبقى غير مكتملة لتقرير (من سيذبح من؟) وإذ يسود المباراة لبس وغموض في نواح عدة، رأى المعلقون في باريس، أن دومنيك، لم يبق له سوى النجاح والتألق في دبلن هو ولاعبوه. وتتوقف إيجابية هذا النجاح، على التحولات المفاجئة المزمع إجراؤها على منتخب فرنسا وأهدافه. ولم تستبعد المصادر أن تتسم المواجهة في دبلن بالحسم السريع، الذي يسمح بأن يطلق على المباراة (موقعة دبلن الخاطفة).
المباريات الثلاث الأخرى ستكون مثيرة ايضاً لاسيما تلك التي ستجمع روسيا مع سلوفينيا في موسكو أو المواجهة الغامضة بين اليونان وأوكرانيا في أثينا ، فيما تبدو البرتغال مرشحة لتخطي عقبة البوسنة في أول مواجهة بينهما عبر التاريخ.
وهنا البرنامج: (اليوم): روسيا- سلوفينيا (6 مساء)، اليونان- أوكرانيا (8 مساء)، ج إيرلندا- فرنسا (10 مساء)، البرتغال- البوسنة (10,30 مساء).
وهنا برنامج الأربعاء:أوكرانيا- اليونان (8 مساء)، سلوفينيا- روسيا (9,45 مساء)، البوسنة- البرتغال (9,45 مساء)، فرنسا- ج إيرلندا (10 مساء).