فضائيات
من لم يتابع بطولة الدوحة للسيدات بكرة المضرب فقد حرم نفسه متعة المشاهدة لأبرز وأجمل بطلات التنس في العالم.
بطولة الدوحة كانت محطة جميلة جدا وممتعة جدا لعشاق هذه اللعبة تألقت فيها جميلات التنس أداء وحضورا لافتا.
لن استعرض مجريات البطولة ولكن سأذهب مباشرة إلى أساسيات نجاحها وهو المال وحسن توظيفه.
الأشقاء في قطر انتفضوا على ضيق مساحة دولتهم وقلة عدد سكانها بمشاريع اعلامية واعلانية واستثمارية ورياضة كبيرة جدا وحاولوا أن يضعوا امبراطوريتهم الخاصة في كل هذه الميادين ونجحوا إلى حد كبير.
جندوا أموالا كثيرة في بناء دعائم الرياضة لديهم ولم تذهب هذه الأموال سدى بل وضعتهم في جاهزية تامة لاستقبال واستضافة أكبر الأحداث الرياضية القارية والعالمية ومازالوا يطمحون للمزيد وعينهم على إحدى دورات كأس العالم ولن يتأخروا بالحصول على شرف استضافة هذا العرس العالمي لأنهم بكل بساطة جادون في هذا التوجه.
جندوا أموالا كثيرة لاستقدام لاعبين كبار ومدربين كبار لأنديتهم وهي مازالت تحبو في عالم كرة القدم فتطورت هذه الأندية وكبرت وأصبحت معروفة في جميع أرجاء القارة الصفراء وبالمال جعلوا من الدوري القطري حلما لنجوم كبار بحثوا عن الإنجاز الرياضي فلم يتأخروا في توفير مستلزماته وعندما افتقدوا العنصر البشري جنسوا لاعبين في مختلف الألعاب فالمطلوب بالنسبة لهم أن ينجحوا طالما قرروا ذلك.
قنوات رياضية بالجملة حشدت في ردهاتها أبرز المعلقين والمحللين العرب والأجانب ويكفيهم أن يقولوا: قناة الجزيرة من قطر!
البرازيل وانكلترا سيلعبان في الدوحة حبا بقناة الجزيرة..
إنه المال ولا أقول أنه غائب عن رياضتنا ولكنه لا يدار عندنا بالجودة التي يدار بها هناك.
في كل مدينة صغيرة في سورية هناك ملعب كرة قدم على الأقل كلف ملايين الليرات ومع هذا فإن دمشق بملاعبها الكثيرة تعجز عن توفير حصص تدريبية للفرق الموجودة فيها والسبب أننا نبني ولا نصون وننشىء ونهمل!
عندنا طاقات بشرية هائلة لكن تنافر هذه الطاقات يفقدها قوتها على التأثير الايجابي على مسيرة الرياضة السورية..
عندنا فكر رياضي متطور لكن توظيفه غالبا ما يكون في قارورة المصلحة الشخصية الضيقة.
عندنا كل شيء ومع هذا لم نحقق أي شيء.
غـــانــــــم محــمــــــــــد