كلنا يعرف ان الرياضة منشط حياتي ولايستطيع أحد أن ينكر ذلك وقد انتقلت مع التطور الحياتي للمجتمعات من الهواية إلى الاحتراف وأصبحت تعتمد على العلم والتفرغ والمال
حتى تكون رياضة نوعية ويصبح الممارس لها بطلا مميزا بل وأصبحت مصدر دخل لكثير من الدول والشركات والأشخاص.
وعندنا هل يستطيع الرياضي أن يعتاش من وراء الرياضة وتصبح مهنته اليومية، ويدون ذلك على جواز سفره وتكون كل حياته رياضة في رياضة حتى ليقال عنه: هذا لاعب أو مصارع أو ملاكم أو غيرها من المهن الرياضية، على غرار البقال واللحام والمقاول والمهندس و..و..الخ .
وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر مفاده: ماهو عمر الرياضي في الملاعب، وهل تكون هذه الفترة كافية ليدخر من خلالها وفرا يعينه على الحياة الكريمة ويفتح من وراءها ناديا رياضيا أو ملعبا أو يبقى في ميدان الرياضة كمدربا أو إداريا أو في أي موقع رياضي آخر…؟
وفي ظل الاحتراف الرياضي العالمي والذي دخلنا أجواءه منذ سنوات، هل الرياضي عندنا متفرغ للرياضة فقط ولا يمارس أي عملا آخر إلى جانبها كي يعيش ..؟
وماذا لو أصيب الرياضي خلال أحدى التمارين أو في المنافسة، ماذا سيحل به ومن سيعالجه وكيف سيعيش وهل ستنساه الجماهير..؟
وهل على الرياضي وهو يمارس هوايته التي يحبها ويبرع بها أن يواظب على دراسته ويتفوق بها ويعمل توافقا في الحالتين أم يهمل جانبا على حساب الآخر..؟
وماذا لو كان فاشلا في الدراسة وموهوب في الرياضة، هل عليه أن يتعلم مهنة أخرى الى جانب الرياضة ..؟
وماذا لو كان لايتقن شيئا من المهن ولا يحب الدراسة وموهوب بالرياضة وأصبح نجما من نجوم الملاعب وباتت الرياضة كل حياته وتدر عليه دخلا معقولا، هل سيكون الوضع مختلفا ويصبح واحدا من نجوم المجتمع ومشاهيره ..؟ وماذا سيفعل بعد أن يخبو نجمه وينفض من حوله المعجبين والمهتمين وتنتهي حياته في الملاعب..؟
وهل يمكن أن يبقى الرياضي بلا شهادة دراسية معقولة، إن كان ليس من أجل الوجاهة الاجتماعية فعلى الأقل ليفهم سيكولوجية جسمه ومتطلباته ويكون لديه استيعاب خططي وتكتيكي وفني للعبة وثقافة بدنية ونفسية تعينه على التفوق والتلاؤم مع المهنة التي يزاولها ويستوعب مايقوله مدربه بشكل جيد، وبالتالي تكون لديه خلفية رياضية تساعده على الحوارات الإعلامية وبالتالي يظهر كشخصية محترمة في المجتمع ويؤمن لنفسه طريق العودة بعد أن يهجر الملاعب وتهجره ويمضي به العمر إلى دروب التقاعد..؟
بسام جميدة