أحرزنا الذهب والفضة والبرونز في البطولة العربية المدرسية
لكننا لم نسمع أو نقرأ حرفا منطقيا موضوعيا واحدا اخترق ما بين السطور وإنما سمعنا جعجعة وتطبيلا (كعادتنا) وقرأنا حروفا ميتة لا روح فيها فتشاطرت الأقلام وسال الحبر رخيصا على ورق لا حول له ولا قوة كل ذلك دون أن يسأل أحد منا نفسه عن الألوان القاتمة التي وقفت خلف ما احرزناه (لن أسميه انجازا) باختصار يا اخوان ونتيجة لغياب المحاسبة والمتابعة وتغريد ضمائرنا خارجا لقد البسوا رياضتنا المدرسية ثوبا غير ثوب زفافها وأوهموها بأنها عروس المنطقة العربية لتفاجأ بأنها تعيش كابوسا مزعجا نعم لقد اثبتنا بأننا لا نريد أن نبني رياضة أو نصنع بطلا أو نصعد منصات التتويج بحق فياست الوزارات (التربية) أن الرياضة المدرسية تعني صناعة قواعد رياضية مدرسية تمثلها منتخبات مدرسية ومن أهم شروطها أن يكون اعمار المشاركين ما دون 18 سنة.
لكن عندما نستعين بمنتخباتنا الوطنية الشابة التي لا علاقة لها اصلا بالرياضة المدرسية فهذا يعني ببساطة أنه لا يوجد لدينا رياضة مدرسية ولن نتحدث بالأرقام لأنها كثيرة لكن على سبيل المثال نسأل هل أبطال قوانا فدوى بوظة وهبة العمر ومصعب عيشة وغيرهم كثر ينضوون تحت جناح رياضتنا المدرسية? إذا لماذا ننفش ريشنا ونتبختر ولماذا لا نصالح أنفسنا ونعترف بأن الترهات والمحسوبيات شغلتنا عن بناء رياضة مدرسية فاعلة لهذا زورنا في اعمار ابطالنا المميزين بحثا عن انجاز أي انجاز يعيد الثقة لأنفسنا من جديد بعد أن اضحينا عراة أمام الآخرين ويغذي شرايينا حتى ولو بدم فاسد ويقنعنا بأن مكاننا لا زال محفوظا على الخارطة العربية مع أننا نتوق لتلك اللحظة التي نصعد بها منصات التتويج بحق جيد الوطن بالذهب الأصفر بلا أي شارة حمراء .
نعم يا ست الوزارات لقد وأدتي نشوة الفوز في صدورنا وقتلتي معنى الفرح في عيوننا وكل ذلك من أجل أن يقال بأن رياضتنا المدرسية متطورة وأن يتفاخر مسؤولوها بأنهم يعملون ويطورون ويدعمون لكن الحقيقة سوداء قاتمة كالفحم تؤكد في طياتها بأننا لا نريد البناء لهذا نسأل لماذا خصص لرياضتنا المدرسية .
مديريات وحشد كبير من الموظفين وأحبار وأقلام عداك عن الاختام والتواقيع وأذونات السفر?
ثم إذا كان من يفترض به أن يؤهل أطفالنا تربويا ويبني جيلا سليما معافى نفسيا وتربويا ورياضيا قد أتقن لغة بعيدة عن اللغة التي وجد لاتقانها على من يكون العتب? والأهم هل يعيد مسؤولو رياضتنا المدرسية حساباتهم من جديد لنرى في المستقبل القريب عملا رياضيا جادا متكاملا في مدارسنا وهل نعيد الفرحة لمدربينا الذين اجتهدوا لبناء جيل رياضي جديد ولم يكن لهم نصيب بالفوز أمام الذي حدث? وهل تحاسب ست الوزارات أبناءها ومفاصلها التي غردت خارج السرب وحملت انجازا لا لون له ولا طعم ولا رائحة? أم أن العطار لا يصلح ما أفسد الدهر.
حسين مفرج