انتهت الدوريات الأوروبية وتوج أبطالها بالكؤوس ليبدأ بعدها الاستعداد للبطولات الأروربية للأمم وهي كما يعلم الجميع البطولة الثانية من حيث الأهمية بعد العرس
العالمي( كأس العالم) لما لهذه البطولة من قوة وإثارة ولحظات ساخنة وتزيد من متعتها مشاهدة النجوم الأوروبية بقمصان بلادهم وصعوبة توقع من هم أبطالها فكل الفرق مرشحة لتلعب دور البطولة وكل هذا يصب في مصلحتنا كوننا نعشق جمال كرة القدم بما تحمله لنا من سحر وإثارة وطبعا بطولة على هذا المستوى تحتاج إلى الكثير من التحضير والتجهيز وهنا يكمن سر المنتخبات الأووربية فهي تعيش في فترة قصيرة من التحضير قد لايتجاوز العشرة أيام في معسكر مغلق يتخلله بعض اللقاءات الودية مع بعض المنتخبات وعندما تراقب هذه المنتخبات في لعبها ترى الانسجام الكبير بين اللاعبين وكأنهم لعبوا مع بعضهم لشهور طويلة وطبعا هذا كله يعتمد على آلية خاصة فهم يأتون بلاعب إلى المنتخب من ناديه وهو جاهز بدنياً ويبدأ عمل مدرب المنتخب بتحضيره تكتيكيا وفكريا وما يساعد المدرب ويخدمه العقلية الاحترافية لدى اللاعبين والسرعة في تطبيق أفكار المدربين في أرض الملعب وخصوصا ان كرة القدم اليوم باتت علما فكريا يدرس وأصبح العمل الجماعي وخطط المدربين سلاح النصر في البطولات وبالتالي نحن أمام نموذج متكامل لنجاح كرة القدم الاوروبية فهم يطورون اللاعب فكريا كما يطوروا مهاراته البدنية وهذا ما يخدمه في النادي والمنتخب وبالمقارنة مع المنتخبات العربية عموما نرى الفرق واضحاً من كل الجهات فنحن نهتم باللاعب بدنيا ومع هذا يبقى ضعيفا أمام اللاعب الأوروبي سرعة ولياقة أما من حيث التحضير الفكري فهو ما زال متأخراً كثيراً عن اللاعب الأوروبي وبحاجة إلى العمل المنظم لفترة طويلة لتطوير أسلوب الكرة العربية وقدرتها على مواجهة الكرة العالمية وهذا ما نتمناه جميعا لمنتخبنا خصوصا والعربية عموما وإلى حين الوصول إلى ذلك المستوى الراقي في عالم كرة القدم أتمنى لكم متابعة طيبة لبطولة أوروبا كلها متعة وإثارة .