مع اقتراب موعد التجارب الرسمية التي سيقيمها اتحاد الملاكمة لانتقاء ست ملاكمين
للمشاركة في دورة هنغاريا الدولية التي ترأس بعثتها عبد عباسي نائب رئيس الاتحاد راح كل ملاكم يستعد بالشكل الأفضل فالدورة ستكون باكورة أعمال اتحاد الملاكمة للعام الجديد وبعيداً عن المعسكر التدريبي وتدريباته فاللملاكم سومر غصون طريقة تدريبه فما أن ينهي نزاله ويغادر الحلبة ليبدأ تدريباً أشد وقعاًمن النزال مع مدربه »والده« حسين غصون, أما لماذا.. فهذا ما يجيب عنه المدرب بالقول: بهذه الطريقة نضمن أن يبقى الملاكم حتى نهاية النزال بنفس القوة والاندفاع فالنتيجة في نهاية النزال وعلينا استغلال تعب المنافس في الجولات النهائية..
هو كلام سليم لكنه لم »يظبط« هذه المرة فالملاكم الذي أعده مدرب ملاكمة اللاذقية ليكون قوة لا تلين خسر نزاله النهائي قبل نهاية النزال وبقي بعيداً عن حمل لقب بطل الجمهورية حيث تعرض منافسه للإصابة مع بداية الجولة الثانية , فتوقف النزال وأوجل إعلان النتيجة وبقي عند المدرب الأمل بأن تكون الاصابة مفتعلة فيكون الفوز حليف ملاكمه فراح يترقب بشغف شديد ظهور نتيجة التقرير الطبي..
بعد أيام من التأجيل والانتظار ظهر التقرير الطبي ليثبت بكل وضوح إصابة الملاكم محمد خير قداح إصابة تمنعه من استمرار اللعب حينها أعلنت النتيجة بفوزه رسمياً لأنه صاحب النقاط الأكثر حتى لحظة الإصابة..
غصون الملاكمة: ما هكذا تكون المنافسة
وهنا كان الدرس الأصعب للمدرب والإدارة حسين الذي أدرك أن النتيجة تكتب منذ البداية وعلى ملاكمه المحافظة عليها حتى النهاية إذ ما من أحد يعرف متى يتوقف النزال فتكون نتيجته عكس المتوقع. الغصون »المدرب والملاكم«اعترفا بخبرة القداح واستحقاقه للفوز فقالا: الإصابة واضحة فيد القداح »بالجبس« والتقرير صحيح والفوز من حقه رغم إصابته.وقد لعبها القداح بحرفنة وخبرة وهذا طبيعي ويضيف المدرب: لو كنت أنظر للفوز بطريقة مادية لما أزعجني الأمر فبوجود إصابة كهذه بيد بطل الوزن قد تحتاج شهوراً لتشفى سيكون سومر هو البديل ومن حقه المشاركات والمعسكرات والتعويضات ولكن انظر للملاكمة كفن ومهارة وهذا مايجعل الخسارة بهذا الشكل غير مقنعة فلو استمر النزال لكان ملاكمي هو البطل ولكن الخطأ أننا لم نضع أمر توقف النزال أو الإصابة بالحسبان, من المستغرب أكثر أن القداح ليس بطل هذا الوزن أصلاً فهو يلعب بوزن آخر ..وأمنيتي أن تتمتثل يد ملاكمنا القداح للشفاء قبل التجارب الرسمية التي سيقيمها اتحاد الملاكمة وتجمع الملاكمان بنزال واحد من جديد..
ويختم المدرب حديثه فيقول:أنا مقتنع بصحة الوضع وبنية اتحاد اللعبة الجادة بإنصاف الملاكمين لذلك سأشارك بالتجارب المنتظرة بملاكم آخر هو محمد غصون الشقيق الأصغر لسومر وسينال سلفاً إعجاب الجميع
لم أغش.. بل استخدمت خبرتي
الملاكم محمد خير قداح أكد بدوره ما حصل فقال: ليس من السهل عليّ أبداً التنازل عن لقب حافظت عليه سنوات طويلة.. لذلك كابرت على الألم الذي شعرت به بيدي في النزال الذي سبق نزالي الأخير ولم أعلم أحد به كي لايستخدمه كنقطة ضعف.. ولأنني أعرف القانون الذي يخول من يحقق نقاطاً أكثر حتى لحظة حدوث الإصابة بالفوز عملت بكل جهدي أن أكون الفائز منذ الجولة الأولى وقبل تفاقم الألم فتنقلب الأمور ضدي
ويضيف القداح: التعديلات الجديدة في القانون الدولي للعبة خدمتني لأنها تقضي أن يعرف المدرب والملاكم النتيجة بعد كل جولة عن طريق ورقة ترسل لهم عن طريق لجنة »الجوري« وهنا تكمن الخبرة ففي نهاية الجولة الأولى علمت أنني صاحب النقاط الأكثر ولا خوف من إعلان إصابتي ولا داع للمكابرة أكثر ففعلت وكان ماحصل ويضيف القداح: مع أنني حافظت على اللقب فقد تركت الإصابة أثراً سلبياً أكبر من الكسر وهو ما يؤلمني أكثر فأنا لم أتوج كغيري من الأبطال أمام محبي اللعبة ومتابعيها إنما توجت وحيداً في مقر اتحاد الملاكمة بحضور أمين سر الاتحاد عيسى نصار ونائب رئيس الاتحاد عبد عباسي ومحمد زهرة عضو الاتحاد بعد أن أطلعوا على نتيجة التقرير والصور وتأكدوا من صحة الإصابة, كسر في المشط الرابع في اليد اليمنى.